ازدادت حدّة الضغط على مراكز البريد مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، خصوصا في ظلّ استمرار نقص أو انعدام السيولة النّقدية في العديد من المراكز عبر التراب الوطني بعدما أضحت القضية حديث العام والخاصّ بالنّظر إلى العوائق التي يواجهها المواطن كلّما أراد استخراج راتبه الشهري الذي أضحى بالنّسبة له أمرا صعب المنال، خاصّة منهم الأشخاص المتقاعدين الذي يجبرون على النّهوض باكرا للاصطفاف يوميا أمام طوابير لا متناهية أمام مدخل المراكز علّهم يظفرون براتبهم الشهري لكن دون فائدة· هي الحالة اليومية التي أضحت ترافق مختلف مراكز البريد منذ الشهر الفضيل، غير أنه لا شيء حرّك الجهات الوصية لإعادة النّظر في المشكل الذي أرهق كاهل المواطنين· وقد عبّر العديد من الزبائن المتعاملين مع بريد الجزائر عن أسفهم لما آلت إليه حالة بعض مراكزها من فوضى وطوابير لا متناهية من طرف مختلف فئات الأعمار الذين تعجّبوا من قضية نقص السيولة أو انعدامها في بعض المراكز الأخرى مثلما يحدث هذه الأيّام في بعض ولايات الشرق وتيبازة كذلك أين أجبر العاملون في الشبابيك على تعليق أوراق مكتوب فوقها لا يوجد نقود، وهي الطريقة التي استعملها البعض لتجنّب الملاسنات الكلامية والشجارات بينهم وبين الزبائن الذين أكّدوا أنهم لم يهضموا ما يحدث في القطاع، متعجّبين من استمرار الوضع الذي اشتدّ منذ شهر رمضان الكريم ليستمرّ إلى غاية هذه الأيّام التي لا تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك إلاّ أيّام قليلة· حيث قال في هذا الشأن أحدهم: كيف لا يمكن لنا أن نقبض أموالنا التي تعبنا وشقينا لأجلها؟ لا نريد إلاّ حقّنا· هي العبارات التي ردّدها كلّ من يقصد مراكز البريد التي تعيش فوضى لا تطاق واضطرابا لا يمكن أن يحلّ إلاّ بتوفير السيولة الكافية واللاّزمة هذه الأيّام· المشكل هذا والذي عمّر طويلا، كان قد أرجعه العديد من العاملين في مراكز البريد إلى البنك المركزي باعتباره المموّل الوحيد للقطاع بعدما خفّض الكثير من السيولة الممنوحة لمراكز البريد، وهو ما اعتبره الزبائن بالشحّ غير المبرّر ليترك هؤلاء يتخبّطون في أزمة هم في غنى عنها، في حين لم يجد مواطنون آخرون تفسيرا منطقيا لهذه الظاهرة التي تستمرّ منذ عدّة أشهر، كما لم تقنعهم مبرّرات إطارات مؤسسة بريد الجزائر بأن الأموال التي تخصّصها لهم مصالح البنك المركزي لا تكفي لتغطية الطلب· كما عبّر من جهتهم العديد من المواطنين عن تخوّفهم من امتداد المشكل إلى غاية عيد الأضحى المبارك الذي لا يفصلنا عنه سوى أيّام قليلة، حيث تحدّث بعضهم عن حلّ آخر وهو اللّجوء إلى الاستدانة في حالة استمرار القضية من أجل قضاء مستلزمات العيد من أضحية وأشياء أخرى، في حين أشار البعض الآخر إلى ضرورة التحرّك والتجمهر أمام مختلف مؤسسات القطاع من أجل تحريك القضية، وبالتالي تدخّل الجهات الوصية لوضع حدّ لمثل ما أسموه ب التلاعبات التي تحدث وفي كلّ مناسبة لزبائن بريد الجزائر الذين يزداد عدد المشتركين به إلى أكثر من 12 مليون زبون·