أقدم متطرّفون فرنسيون سفهاء على حرق راية الشهداء، العلَم الجزائري، وذلك كوسيلة للتعبير عن حقدهم الدفين على كلّ ما هو جزائري، وعلى وقع حملة الكراهية التي يشنّها اليمين المتطرّف في فرنسا ضد كلّ ما هو جزائري، وهي الحملة التي أشعلت الشارع الفرنسي ضد الجالية الجزائرية التي باتت مستهدفة بشدّة من طرف المتطرّفين. تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية شريط فيديو يصوّر مجموعة من الشباب الفرنسي المتطرّف يحرق العلَم الجزائري خلال مظاهرات شهدتها مدينة ليّون، وإضافة إلى حرق (راية الشهداء) أقدم المتطرّفون الفرنسيون على التهجّم على الجالية الجزائرية ووصفها بنعوت مشينة مثل (الحثالة). ومعلوم أن اليمين المتطرّف يشنّ حملة إعلامية صاخبة للضغط على حكومة باريس من أجل منع الجالية الجزائرية من التعبير عن ولائها للجزائر، مع نشر إشاعات مغرضة عن شغب مزعوم للجزائريين. وبعد انتشار فيديو حرق العلَم الجزائري خرج عدد من أفراد الجالية الجزائرية في مارسيليا للتنديد بهذا العمل الإجرامي. وفي سياق آخر، اعتقلت الشرطة الفرنسية ليلة الاثنين إلى الثلاثاء 29 جزائريا بعدما تجدّدت المواجهات بين الطرفين عقب خروج العشرات من المهاجرين للاحتفال بآداء الفريق الوطني الذي تمّ إقصاؤه بشرف بعد المقابلة التي أدّاها مع المنتخب الألماني. وكشف الناطق الرّسمي للحكومة الفرنسية أنه تمّ اعتقال 29 شخصا ليلة أوّل أمس من مناصري الفريق الجزائري في مناطق متفرّقة من التراب الفرنسي عقب خروج الجزائر من المونديال أمام ألمانيا، مشيرا إلى أن المواجهات بين الجالية الجزائرية وقوات الدرك والشرطة كانت محدودة مقارنة بالمرّات السابقة ومرّ كلّ شيء عادي عكس ما كان يخشاه البعض أو حذّر منه، حيث سجّلت أحداث شغب بسيطة وضع المتاريس أو سيّارات في الطرق العمومية. وحسب ما أوردته القناة التلفزيونية الفرنسية (بي أف أم تي في) فقد شهدت مدينة ليّون مواجهات بين حوالي 300 شابّ وقوة من الشرطة الفرنسية، حيث اندلعت المواجهات في الواحدة ونصف فجرا بدأت بعد إلقاء الشبّان المقذوفات على الشرطة التي ردّت بالغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجّين. كما شهدت مدينة مارسيليا تدخّل الشرطة لتفريق حوالي 200 شابّ دون أن تحدث مواجهات بين الجانبيين، وفي باريس انطلقت الاحتفالات من حي برباس في مواكب من السيّارات حاملة العلَم الجزائري إلى الشانزيليزيه تحت محاصرة من قوات مكافحة الشغب. واستبقت السلطات الفرنسية المباراة، ودعت السلطات أنصار (الخضر) إلى التحلّي بسلوك المواطنة والرّوح الرياضية، بعيدا عن أيّ فوضى أو اعتداءات، في وقت جنّدت فيه السلطات الأمنية الفرنسية ما لا يقلّ عن 500 عنصر من قوات الأمن في مدينة ليّون لوحدها تحسّبا لمباراة الجزائرألمانيا، وما بين 338 و412 عنصر من الشرطة وقوات مكافحة الشغب في مرسيليا، بوردو، ستراسبورغ، باريس وغرونوبل وغيرها.