عثرت الشرطة الفرنسية على جثة سيدة فرنسية مسنة في منزلها بعد ستة أعوام من وفاتها، ولم يكتشف الحادث إلا عندما تم استدعاء رجال الإطفاء إثر تسرب المياه من شقتها، ليعثروا على هيكلها العظمي هذا الأسبوع. ويأتي هذا الحادث المروع عقب تقرير يكشف عن عدد هائل من المواطنين المسنين يعيشون في عزلة، ولم يكتشف أفراد أسرة السيدة المتوفاة أو أصدقائها أو جيرانها اختفاءها، فعلى مدى ست سنوات كانت فواتير السيدة المسنة تدفع آليا، وكان معاشها يصل عن طريق حوالة مصرفية. ولكن تم اكتشاف الأمر كله أخيرا عندما عثر رجال الأطفاء فى مدينة (روانس بشمال فرنسا على جثة السيدة70 عاما في شقتها، حيث كانت ممدة متوفاة منذ عام 2008، وأما السبب الذى قاد الإطفائيين إلى اكتشاف رفات السيدة المنكوبة هو شكوى من أحد الجيران في الطابق السفلي بحدوث تسرب للمياه، وقادهم هذا إلى كسر باب شقة السيدة لإغلاق المياه المتسربة في شقتها. وقالت الشرطة إنها لا تزال تحقق فيما إذا كان للسيدة أي أقارب وإذا كان لها فلماذا لم يتصلوا بها على مدى ست سنوات. أما الوضع الأكثر غرابة، فهو أن الأمر لم يشكل صدمة لجيرانها الذين يعيشون في نفس السكن الاجتماعي (الإسكان العام) أن تنسى السيدة لهذه الفترة الطويلة، وقال أحد السكان لصحيفة (لو باريزيانس الفرنسية) الأمر لم يفاجئني، هنا كل شخص يعيش فى عزلة عن الآخرين. واكتشف رفات السيدة بعد يوم واحد فقط من قيام جمعية خيرية هي مؤسسة فرنسا بنشر تقرير أفادت فيه بأن فرنسا بها نسبة عالية مذهلة وعدد متزايد من المسنين الذين يعيشون في عزلة، ومن بين خمسة ملايين شخص يعيشون بمفردهم في فرنسا، 27 بالمائة منهم يبلغ فوق 75 عاما، بزيادة نسبتها 10 عن عام 2010. ووصف مدير المؤسسة الأمر بأنه قنبلة موقوتة وهناك تفكك حقيقي في الأواصر الاجتماعية وخاصة في المدن، وهناك المزيد من المسنين الذين يتمثل الزائر الوحيد لهم في موظف البريد، والذي لا يجلب معه سوى الفواتير.