مسدسات بعيارات من الفولاذ تهدد بفقدان البصر زبدي : الألعاب الصينية راس المشكل قرُب الشهر الفضيل على الانقضاء ، ليحل بعده عيد الفطر المبارك وهي مناسبة يفرح فيها الصغير قبل الكبير لما لها من خصوصية روحانية و اجتماعية عظيمة ، لكن تبقى فرحة الصغار بالعيد اكبر من فرحة الكبار، لأنه فرحة سانحة بالنسبة إليهم لجمع مبلغا من المال ومن ثمة التباهي به أمام الأصدقاء و الأقران ، ليستغلوا فيما بعد كل هذا المال في شراء ألعاب كثيرة و مختلفة دون مراقبة أهاليهم المهم بالنسبة إليه أن يحصل على لعبة و فقط. عتيقة مغوفل تجولت أخبار اليوم ببعض محلات بيع الألعاب بالعاصمة وبعض الطاولات العشوائية التي ينصبها الشباب خصيصا بالمناسبة من أجل ربح بعض المال الوفير ، من عند هذه الفئة الصغيرة من المجتمع الجزائري ، فذهلنا للأنواع الكثيرة و المختلفة من الألعاب المعروضة بكل الأحجام و الأسعار. شرط السن غائب في انتقاء الألعاب تقدمنا من بعض الباعة من أجل سؤالهم عن الأسعار، فقيل لنا ان الاسعار تبدا من 2500 الى 10الاف دج فعجبنا هل هناك لعبة يبلغ ثمنها 10 ألاف دينار جزائري ( 1 مليون سنتيم ) ؟ ، فأجابنا رضوان صاحب إحدى محلات الألعاب ضاحكا نعم وهناك أغلى أن أردتي المهم أن يكون لديك المال فقط حتى تتمكني من الحصول على أفخم و أروع أنواع الألعاب الموجودة على الإطلاق عدنا و سألناه مرة أخرى هل الأولياء يراعون اختيار اللعبة المناسبة لسن ابنائهم؟ ، فأجابنا رضوان أن العديد من الأولياء لا يهتمون بمعرفة اللعبة التي تناسب سن طفلهم لأنهم و في أحيان عديدة يرضخون لرغبات أبنائهم ، خصوصا أولئك الأطفال الذين يلحون على مسك اللعبة بايديهم ، المهم أن يشتري له ما يريد حتى يسكت عنه و فقط . ليضيف رضوان قائلا مع أن الكثير من الألعاب التي تستورد من الخارج يكتب على الملصقات المعلقة بها مكونات اللعبة و سن الطفل الذي صنعت من أجله ، إلا أن الكثير من الأولياء لا يعيرون اهتماما لها ، المهم ااقتناء اللعبة ، بينما في الدول الأجنبية نجد الأولياء حريصين على اختيار اللعبة المناسبة للسن المناسب وذلك مراعاة للتكوين النفسي لطفل بالإضافة إلى الخطورة الجسمانية التي يمكن آن تسببها اللعبة له. فخ بخس الاثمان خرجنا من محل رضوان ونحن نتساءل هل هناك فعلا أشخاصا يشترون ألعابا بهذه الأسعار الخيالية للابنائهم ؟ ، ولكن وبينما نحن نتجول شدت انتباهنا بعض الطاولات التي ينصبها الشباب في الأزقة من اجل بيع الألعاب في مثل هذه المناسبة لأنها تذر عليهم اموالا و ربحا كبيرا ، تقربنا من الباعة على أساس أننا زبائن و بدأنا نستفسر عن الأسعار فوجدناها منخفضة مقارنة بتلك الموجودة في المحلات ، فمثلا مسدس صغير يتراوح سعره ما بين 150دج و250دج ، أما عن الدمى فمن 100دج إلى غاية 500دج و هكذا دواليك لغيرها من الألعاب. هذه الأسعار تجعل العديد من الأطفال وكذا الأولياء أيضا يقبلون على الشراء دون مراعاة اللعبة المناسبة لكل سن أو حتى مما تتركب ، المهم أن يكون بيدي الطفل لعبة تلهيه و تسكته حتى لا يزعج والديه. الرقابة غائبة تماما ومن أجل معرفة المعايير التي يجب أن يتبعها الأولياء من أجل اختيار اللعبة التي تناسب كل سن معينة ، ربطت اخبار اليوم اتصالا هاتفيا بالسيد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية و توجيه المستهلك و بيئته الذي أكد لنا بدوره انه يجب على الأولياء اختيار اللعبة حسب السن من خلال الاضطلاع على الوثيقة التي تعلق عليها ، لان هناك العديد من الألعاب التي من شأنها أن تعرض الطفل للخطر، خصوصا تلك المتعلقة بالمسدسات ذات العيار الناري المصنوع من الفولاذ و التي تسببت في العيد من الحوادث في سنوات ماضية ، فقد سمعنا بالعديد من الأطفال الذين أصيبوا بالعمى جراء اللعب بهذه المسدسات دون مراقبة الأولياء ، بالإضافة إلى ذلك هناك نوع أخر من اللعب ذات وزن غير مراجع على غرار الدمى و السيارات ، التي تصنع في الكثير من الأحيان من البلاستيك المكرر و التي تضر حتما بصحة صغار السن خاصة تلك الألعاب التي تكن مستوردة من الصين ، و في سؤال أخر عن من تقع مسؤولية لعب الأطفال بلعب لا تناسب سنهم ، أجابنا السيد زبدي أنها تقع بالدرجة الأكبر تكون على الأولياء الذين لا يغفلون عن الاهتمام في غالب الأحيان بمثل هذه الأشياء ، و من جهة أخرى اقر السيد زبدي آن مصالحه لم تقم بأية حملات تحسيسية تذكر في هذا المجال و ذلك لان جل الاهتمام منصب على التجاوزات الخطيرة خصوصا تلك المتعلقة بالمواد الغذائية التي تباع للمواطن البسيط في السوق الجزائري خصوصا المواد السريعة التلف المنتشرة بشكل كبير في هذه الأيام.