أضحت مختلف المؤسّسات والوحدات الإنتاجية التابعة للجيش الوطني الشعبي الناشطة في عدة تخصّصات، حلقة رئيسية في النسيج الصناعي الوطني، بفضل مساهمتها بشكل مستدام في توسيعه وحرصها المستمر على تطوير نسبة الإدماج الصناعي الذي تحققه. يلمس الزائر لفضاء الجيش الوطني الشعبي بالصالون الوطني المنعكس للمناولة، المقام بقصر المعارض بالجزائر العاصمة (سانيست 2025) الجهود الكبيرة التي تبذلها هذه المؤسّسات، ومن بينها مؤسّسات وطنية عريقة، في تنويع القطاعات التي تنشط فيها، لا سيما التجهيزات الميكانيكية وصناعة الطائرات من دون طيار والاتصالات وكذا الطيران. يشارك الجيش الوطني الشعبي في المعرض، الذي تختتم فعالياته اليوم الخميس، من خلال قيادة القوات الجوية، قيادة القوات البحرية ودائرة الاستعمال والتحضير، ودائرة الإشارة ومنظومات القيادة والسيطرة لوزارة الدفاع الوطني، ومديرية الصناعة العسكرية، وكذا المديرية المركزية للعتاد. وتعرض المؤسّسات التابعة لوزارة الدفاع الوطني المشاركة بهذه التظاهرة الاقتصادية جملة من المنتجات والتجهيزات والخدمات موجّهة إلى كافة الوحدات العسكرية للجيش الوطني الشعبي والمديريات والهياكل التابعة لوزارة الدفاع، وكذلك نحو المؤسّسات المدنية، والتي حقّقت تقدّما لافتا في تعزيز المحتوى المحلي، ما ساهم في تقليص الاستيراد. وفي تصريح لوكالة الأنباء، أكد النقيب سليمان علوش ممثل عن مؤسّسة تطوير وإنتاج الأنظمة التكنولوجية المتقدمة بالناحية العسكرية الأولى، أن المؤسّسة، التي تأسّست في 2015، تعمل في مجال تطوير وصناعة منظومة طائرات من دون طيار بمختلف أنواعها، كطائرات من دون طيار ذات الشراع الدوار وطائرات من دون طيار ذات الشراع الثابت. وأبرز المتحدث أن المؤسّسة عرفت من التطوّر ما أهّلها إلى مواكبة وتلبية الاحتياجات الوطنية، سواء المعبر عنها من المؤسّسات والهيئات العسكرية أو المدنية، لافتا إلى الموارد البشرية المؤهّلة التي تتوفر عليها المؤسّسة والتي ساهمت في تعزيز نسبة الإدماج الوطني في الطائرات المسيّرة التي تنتجها. ويشكل المعرض، حسب النقيب علوش، مناسبة للمؤسّسة لربط اتصالات قصد تجسيد شراكات مع متعاملين وطنيين في إطار المناولة لتعزيز الاندماج الوطني في مختلف المنتجات التي توفّرها سواء في المجال الإلكتروني أو الميكانيكي وغيرهما وبالتالي تقليص واردات القطع الإلكترونية. بدورها، تعرض مؤسّسة تجديد عتاد الطيران بالناحية العسكرية الأولى المتخصّصة في مراجعة وعصرنة العتاد، وصناعة اللواحق الضرورية للطيران، تشكيلة واسعة من المنتجات لا سيما قطع الغيار والأجزاء الخاصة بالطائرات الحربية وطائرات النقل والحوّامات. ويضع مسؤولو المؤسّسة نصب أعينهم "رفع نسبة الإدماج إلى حدها الأقصى" من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من المؤسّسات والمموّنين والشركاء الوطنيين وبالتالي التقليص من التبعية للخارج، وفق ما أكده المقدّم يخلف يخلف، ممثلا عن المؤسّسة. وقد نجحت المؤسّسة في السنوات الأخيرة في تصنيع عديد قطع الغيار الخاصة بالطائرات والحوّامات بإمكانيات وطنية بحتة، بعدما كانت تستورد في فترات سابقة، يقول المقدّم يخلف، الذي أشار إلى أن الصالون "يعد مناسبة سانحة لربط الاتصال مع المموّنين والشركات الوطنية العمومية منها والخاصة حيث عرض عليهم دفتر شروط يضم احتياجات المؤسّسة من المواد الأولية الضرورية لنشاطها مع خصائصها التقنية". بدوره، أوضح النقيب عبد الرؤوف قرزيز، ممثل المؤسّسة المركزية لتجديد عتاد الإشارة، بالناحية العسكرية الأولى، أن المؤسّسة، التي تأسّست سنة 1974، تعد حلقة رئيسة في سلسلة الدعم التقني في مجال الإشارة والاتصالات لمختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، كونها تسهر على تركيب مختلف أجهزة الاتصال من الجيل الجديد ذات التقنية عالية الدقة بهدف عصرنة وتحديث سلاح الإشارة.