بقلم دحمور منصور الحسني على خلفيات ما يجري حول الهدنات المخروقة من طرف العدو الصهيوني لوقف إطلاق النار يجدر بنا أن نتمعن في أسباب خرق الهدنة مرة تلو الأخرى من طرف المغضوب عليهم أو مايسمى بشعب الله المحتار بدون بحاء التوهان لا بخائ التشريف يتضح للعاقل أن إسرائيل رغم كل ما تكبدته من خسارة خلال الحرب المقدسة التي أعلنتها كتائب القسام والفصائل المقاومة على أرض فلسطين يريد الإسرائيليون الخروج منها بشرف بأن تكون هي آخر من أوقف إطلاق النار، لنعيد نفس ما شهدناه في حرب أكتوبر، إضافة إلى أن الصهاينة يحاولون تصوير أنفسهم بعدم العياء من ويلات الحرب التي تصبّ عليهم رغم قلة الذخيرة والسلاح بالنسبة للثوار الفلسطينيين، إن الهدنة لا تمثل في حقيقة الأمر بالنسبة للاحتلال إلا فترة راحة وتحضير وإعادة حسابات فلا يمكن لجيش يقتل الأبرياء ويبتعد عن معاقل المقاومة أن يبادر هو إلى وقف إطلاق النار. هناك طريقان أمام الفلسطينيين في الحرب المقدسة الدائرة على أرض الإسراء هما: هدنة مقبل احتلال ومذلة، وحرب مقابل حرية وشرف. كلنا يشعر بالفلسطينيين وهم يعانون ويرون ذلك التقتيل الدائم لأبنائهم وبناتهم، ولكن الواقع والتاريخ يخبرنا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأنه يجب استعمال القوة كيفما كانت مع العدو الصهيوني، بل ويجب الرد بالمثل، إذ أنه لا رحمة على معتدي، يجب نقل الحرب إلى وسط إسرائيل والضفة وكل القطاعات الأخرى، كما يجب استهداف كل المحتلين وليس الجيش الصهيوني فقط، فالكيان الصهيوني الذي لن يكون إن شاء الله لا يقوم فقط بجيشه وعتاده وقوته، وإنما يقوم بكل مقوماته من مراكز ووزارات ومواقع حكومية واقتصادية وبنية تحية من طرقات ومطارات ومراكز اتصال. لا يجدر بالحرب أن تتوقف، ولا يجب ترك فصائل المقاومة لوحدها على أرض الميدان، يجب على الشعب الفلسطيني احتضان الثورة ويجب عليه إلغاء كل الطوائف والأحزاب والتوجهات ويجب رفض الانقسام البسيط الذي بداخله، يجب على الصورة أن تكون ثورة شعب فلسطيني لا ثورة فصائل وحركات، يجب على الشعب الفلسطيني اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يضحي بكل شيء على حساب الحرية، فإن المطالب التي لا تتفق على الحرية التامة لفلسطين ككل لا لغزة فحسب تعد مجرد أكاذيب على التاريخ وعلى الأطفال الذي سيعانون معاناة آبائهم وأمهاتهم في عهد الاحتلال، اليوم يجب على كل فلسطيني أن يكون مقاوما بمسدسه وسكينه وعصاه، اليوم يجب أن تكون الحرب حرب عصابات إلى درجة أن لا يعرف المحتل إلى أي فصيل ينتمي هذا المقاوم. اليوم يجدر بالحرب أن لا تتوقف، ويجدر بالمقاومة أن تتنبه إلى قوله تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم) سورة الأنفال، آية:67، ذلك أن الحرب الرابحة أمام الصهاينة هي الحرب النفسية بالدرجة الأولى من أجل إقحامهم في وضع الدفاع بدل الهجوم، كما يجب على الفلسطينيين أن يعملوا ما يجب عليهم، فالمقاومة لها دورها بالهجوم، وللسياسة دورها في الدفاع. اليوم نقول إن الحرب في فلسطين حرب فلسطينية، فيجب على الفلسطينيين ككل عدم انتظار أي شيء من البلدان العربية، فالواقع علمنا أن القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب لم تعد قضية دين ولا قضية عدالة بل ولا حتى قضية شرف، لذا يجدر بالشعب الفلسطيني أن ينتفض بالسلاح لا بالحجارة، وأن يثور بالحرب لا بالسلام، لأن الحل الأخير للصهاينة سيكون السلام، وحينها لن يقبل الفلسطينيون إلا الحرية لأنها الحل الوحيد للسلام