لا تزال الأمور بقطاع التربية بولاية بومرداس جدُ متوترة خلال هذا الدخول المدرسي الذي لم يمر بردا وسلاما، بسبب الفوضى والاكتظاظ، وملف التلاميذ المطرودين الذي يتكرر كل سنة وكذا الأقسام الجاهزة، حيث شهد الأسبوع الجاري العديد من الاحتجاجات آخرها احتجاج قرية بابتدائية بوظهر بسي مصطفى. ل. حمزة لم يمر الدخول المدرسي بولاية بومرداس مرور الكرام هذا الموسم، شأنه شأن السنوات الفارطة، إلا أن حدته لهذا الموسم كانت شديدة بسبب استمرار الاكتظاظ وكذا إلغاء الأقسام التحضيرية، وإذا تمكنت المديرية ولو مؤقتا من تسوية وضعية التلاميذ المطرودين، إلا أن مشكل الاكتظاظ والأقسام الجاهزة لا يزال يؤرق العديد من تلاميذ المناطق النائية. أولياء تلاميذ ابتدائية بوظهر بسي مصطفى يحتجون نظّم أولياء تلاميذ ابتدائية بوظهر ببلدية سي مصطفى شرق ولاية بومرداس، وقفة احتجاجية نددوا خلالها بالوضعية التي آلت إليها الابتدائية وكذا الاكتظاظ داخل الأقسام إلى جانب إلغاء القسم التحضيري، أين طالب أولياء التلاميذ من الجهات الوصية التدخل الفوري لإنهاء هذا المشكل الذي أرق أبناءهم، وأصبح يرهن مستقبلهم ونجاحهم بسبب الاكتظاظ الذي تشهده الابتدائية، وفي هذا الإطار عبر أولياء التلاميذ "لأخبار اليوم" عن تخوفهم من الانعكاسات السلبية التي قد تترتب جراء هذا الوضع والذي سينعكس تماما على نتائج أبنائهم وتحصيلهم العلمي. وعليه يناشد الأولياء السلطات المحلية بضرورة التدخل لوضع حد لهاته المعاناة التي ترافق ظروف تمدرس أبنائهم، وفي كثير من الأحيان يفقدون تركيزهم أثناء الدرس، خاصة وأن مشكل الاكتظاظ أثر بالدرجة الأولى على تحصيلهم العلمي، كما يضيف البعض منهم بأن المعلم مرغم على إتمام الدرس في الوقت المحدد، وهو ما يحول دون استيعاب كافة التلاميذ لهذا الأخير، نظرا للفوضى والعدد الكبير من التلاميذ وبالتالي خروج الوضع عن سيطرة المعلم، الذي كان من المفترض توزيع هذا العدد من التلاميذ على قسمين دراسيين عوضا عن القسم الواحد. زيادة على هذا المشكل فقد تم إلغاء الأقسام التحضيرية في العديد من المدارس بما فيها قرية بوظهر، وهو ما شكل معضلة أخرى بالنسبة للأولياء. حيث لا يتمكن أغلبهم من تسجيل أبنائهم في الأقسام التحضيرية رغم وصولهم لسن التمدرس، وهو الأمر الذي أرجعه الأولياء لضيق الأقسام بتلك المدرسة، ولهذا يطالب الأولياء السلطات المعنية بضرورة التدخل لإنهاء هاته الفوضى الحاصلة في مدرسة بوظهر بسي مصطفى، كما شهد نفس المشكل بالعديد من الابتدائيات على غرار قرى بلدية بغلية شرق الولاية التي شهدت نفس الاحتجاجات خلال الأسبوع المنصرم ولنفس السبب. من جهته، أكد مسؤول بمديرية التربية أمس في اتصال ب"أخبار اليوم" أن الأقسام التحضيرية ليست إلزامية أو إجبارية وأن قرار غلق بعض الأقسام التحضيرية ببعض الإبتدائيات بسبب ارتفاع عدد التلاميذ في القسم التحضيري إلى 25، في الوقت الذي اتهمت جمعيات أولياء التلاميذ بعض المؤسسات التربوية بممارسة المحسوبية في تسجيل البعض وحرمان البعض الآخر من فرصة التسجيل في التحضيري. .. وملف المطرودين و"الأقسام الجاهزة" معضلة أخرى. وإذا كان مشكل الاكتظاظ وإلغاء الأقسام التحضيرية ببعض الابتدائيات أجج الوضع مجددا بقطاع التربية بولاية بومرداس، فإن ملف التلاميذ المطرودين لا يزال يؤرق مدراء الإكماليات والثانويات كل موسم وهذا ما شهدته العديد من ثانويات ولاية بومرداس التي عرفت دخولا مدرسيا متوترا بسبب احتجاجات التلاميذ وأوليائهم من أجل إعادة تسجيل أبنائهم المطرودين ومنحهم فرصة أخرى عوض الزجّ بهم في مستنقع الانحراف، على غرار ثانوية الجديدة ببغلية وثانوية حليمي محمد الصغير بسيدي داود اللتان شهدت احتجاجات عارمة طيلة الأسبوع، اضطرت في بعض الأحيان إلى تدخل رجال الأمن بسبب الوقفات الاحتجاجية التي نظّمها التلاميذ المطرودون وأولياؤهم، ما أدى إلى غلق أبواب الثانوية بالسلاسل والأقفال للمطالبة بالسماح لهم بإعادة السنة الدراسية، في حين أظهرت هذه الوضعية صراعا خفيا بين النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ، في الوقت الذي حمّلت فيه فدرالية جمعية أولياء التلاميذ بولاية بومرداس النقابات الناشطة في القطاع المسؤولية، كون هذه الأخيرة هي المسؤولة عن اتخاذ القرار القاضي بعدم السماح لهؤلاء بإعادة السنة الدراسية، مطالبة مديرية التربية بضرورة تشكيل لجنة من أجل دراسة ملفات هؤلاء، أما مسؤول في قطاع التربية لولاية بومرداس فحجته في عدم السماح لهؤلاء بإعادة السنة الدراسية مردّه إلى الاكتظاظ الذي تعاني منه بعض الثانويات. أما بخصوص الأقسام الجاهزة، فرغم المجهودات المبذولة من طرف السلطات الولائية من أجل القضاء على المشكل نهائيا وتم تسليم ثانويات جديدة على غرار مدينة ثانوية بغلية الجديدة، إلا أن الوضع لا يزال يثير قلق العديد من أولياء التلاميذ ببعض البلديات على غرار زموري، حيث أن الدخول المدرسي بالثانوية التي بها شهد أيضا توترا طيلة الأسبوع المنصرم بسبب الأقسام الجاهزة والأمراض التي تمكن أن تسببه هاته الأخيرة على صحة التلاميذ. هذا ناهيك عن الفوضى التي عقبت الدخول المدرسي بقطاع التربية ببومرداس، فيما تعلق بملف الأساتذة الناجحين خاصة الذين لم يلتحقوا بعد بمناصبهم بسبب بعدها عن مقرات سكناهم، وهذا بعد أسبوعين من بداية الدخول المدرسي الجاري، ما خلف فراغا رهيبا في الأقسام، بالرغم أن الوزارة قررت الشروع في إرسال إعذارات إلى المعنيين قبل فصلهم نهائيا من المنصب وتعويضهم بالمستخلفين.