أقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بمرافقة المئات من أفراد الشرطة قبيل فجر أمس الأحد على هدم مسجد في مدينة رهط في النقب بجنوب إسرائيل بادعاء "البناء غير المرخص". وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد وعبثت بمحتوياته، ورموا بالمصاحف على الأرض، كما تجمع المئات من أهالي المدينة للتصدي لمئات من عناصر الشرطة الذين رافقوا الجرافات، حيث أطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، واعتقلوا عدداً من المتظاهرين، عرف منهم الشيخ يوسف سلامة إمام مسجد الصحوة بعد اقتحام منزله وتفتيشه. وأعلنت بلدية رهط الإضراب ليوم واحد احتجاجاً على العملية الإسرائيلية، فيما قام سكان بمحاولة إعادة بناء المسجد في ساعات الصباح. وكانت السلطات الإسرائيلية ممثلة بلجنة التخطيط والبناء في منطقة الجنوب قد استصدرت أمر الهدم في أفريل الماضي، وفي جويلية رفضت المحكمة المركزية في بئر السبع استئنافا على قرار الهدم. ويوجد 4 مساجد أخرى بدون ترخيص، ويمتد المسجد الذي تم هدمه على مساحة 400 متر، وبني قبل 7 شهور، بالقرب من ملعب كرة القدم البلدي، في موقع كان يعد بؤرة للاتجار بالمخدرات. ومن جانبه، قال يوسف أبو جمعة وهو قيادي في الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي الذي يتزعمه الشيخ رائد صلاح، "إذا استمروا في الهدم فإننا سنبني المسجد مرة بعد أخرى، والآن جميعنا متحدون جناح شمالي وجنوب واليوم سيحضر العرب من جميع أنحاء البلاد للتضامن معنا". وأشار أبو جمعة في تصريح لوسائل الإعلام أنه تم بناء المسجد في موقعه لأنه كان يوجد في المكان محطة لبيع المخدرات وأن إقامة المسجد جاء بهدف إغلاق هذه المحطة. والجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية تتساهل كثيرا مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات اليهودية وتكاد لا تنفذ بتاتا قرارات هدم بسبب البناء غير المرخص بينما تتعامل بشدة مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات العربية. في سياق متصل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الأحد غارتين استهدفتا منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس ومنطقة الأنفاق في رفح مع الحدود المصرية. وقال مصدر في الأجهزة الأمنية أن فلسطينيا كان في منزله لدى حصول الغارة الثانية أصيب بشظايا زجاج. وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أعلن صباح سقوط صاروخ محلي الصنع أطلق من غزة على جنوب إسرائيل.