بقلب ممزّق بين أنصاف أب بالتبنّي منحها مأوى واسما وكنفا عائليا حرمها منه ووالدة بيولوجية تخلّت عنها منذ خروجها للحياة، مثلت المدعوّة أ·ص البالغة من العمر 18 سنة، كشاهدة أمام محكمة ذراع الميزان بتيزي وزو بعد استدعائها للشهادة في القضية التي كان فيها عمّها ووالدها بالتبنّي المدعو ش·ب متّهما· تفاصيل القضية التي تمثّل حالة شاذّة بمنطقة القبائل تعود إلى ما قبل 18 سنة، حين أقدمت الضحّية في القضية المحالة على العدالة وهي الوالدة الحقيقية للشاهدة على التخلّي عن ابنتها لصالح المتّهم، والذي يكون عمّ الطفلة الذي تطوّع للتكفّل بفلذة كبد أخيه المتخلّى عنها بمجرّد إلتحاقها بعالم الأحياء· وبعد مرور الفترة المذكورة، قدّمت المدّعية شكوى ضد أخ زوجها مفادها إقدام المتّهم في القضية على تسجيل ابنتها في دفتره العائلي مدّعية أنه قام بذات الفعل رغما عنها وحرمها من ابنتها· إلاّ أن الفتاة ولدى إدّلائها بشهادتها أمام هيئة المحكمة أكّدت أن أمّها لم تسأل عنها يوما منذ نعومة أظافرها، وأضافت أنها كانت موافقة على تبنّي عمّها لها، العمّ الذي عاملها دوما كأب لم ينجبها فقط، حيث منحها كلّ ما بوسعه وأكثر من طاقته بكثير، وأنها لا ترى في سواه والدا لها،· المتّهم من جهته أكّد أن الضحّية تخلّت عن ابنتها بعد حوالي 15 يوما فقط من ولادتها، ومنذ ذلك الوقت تكفّل بتربيتها كابنة له وهي على دراية بتغيير اسمها بغرض اصطحابها معه إلى المهجر أين يقيم لانعدام من يقوم برعايتها في غيابه، وتكفّل برعايتها إلى أن بلغت سنّ الزّواج وقام بتزويجها برضاها، وتأمينا لمستقبلها قام بتسجيل عدّة ممتلكات باسمها، الأمر الذي أسال لعاب الضحّية الأمّ وحرّك مشاعر الأمومة التي تحجّرت بداخلها قبل 18 سنة لتطالب بحقوقها على ابنتها· دفاع الضحّية ركّز على منع القانون للتبنّي، خاصّة وأن المتّهم قام بتسجيل الفتاة باسمه، وبالتالي غيّر من أصلها كون زوجته فرنسية وطالب بدينار رمزي كتعويض، في حين ركّز دفاع المتّهم على شهادة ابنة الضحّية التي أكّدت إهمال والدتها لها منذ ولادتها وهذا بالرغم من أنها تقطن على مسافة أمتار فقط من مقرّ سكن الفتاة، كما أضافت في تصريحها أن موكّلها قام بتبنّي الفتاة بموافقة والديها منذ عدّة سنوات، وبالتالي فإن الضحّية لم تكن لتبحث عن ابنتها إلاّ للاستفادة من ثروتها فطالبت بتبرئة موكّلها من التّهمة، خاصّة وأن الفتاة المعنية في القضية ترفض العودة إلى أحضان أمّ لم تكن سندا لها· وينتظر أن يتمّ الفصل النّهائي في القضية خلال الاسبوع الجاري·