يعد الزواج من عاشق الرذيلة والملاهي الليلية أمرا مرذولاً اجتماعياً لاسيما وأننا نعيش في مجتمع إسلامي وشرقي محافظ يرفض مثل هذه الأشياء، غير أن ما حدث للميكانيكي (ف م) البالغ من العمر 41 سنة عكس ذلك تماما، حيث أنه كان على علاقة غرامية مع إحدى الفتيات أثمرت بإنجاب طفل غير شرعي فأراد التكفير عن ذنبه بطلبه الزواج منها إلا أن هذه الأخيرة رفضت ذلك قطعا ما دفع بالميكانيكي إلى ارتكاب جريمته بقتل والدة ابنه بأبشع الطرق، إلا أن الغريب في قصة هذا الميكانيكي ليست القصة بحد ذاتها وليست الجريمة كذلك وإنما الغريب والمثير فيها أن فتاته عاشقة للملاهي الليلية وأن زواجها منه سوف يخرجها من عالمها المشين ودنياها الحمراء· تعود تفاصيل قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وارتكاب أعمال وحشية التي اتهم بها الميكانيكي الذي وجد نفسه وراء القضبان، بسبب محاولته لتبرئة ذمته، بعد أن ارتكب فاحشة الزنا مع فتاة أقل ما يقال عنها إنها غير فاضلة وأنجب منها طفلا بريئا، إلى شهر جويلية المنصرم عندما تلقّى رجال الدرك الوطني في المكان المسمى بالم بيتش بالعاصمة مكالمة هاتفية تفيد باكتشاف قبر بورشة أشغال محوّل الطريق السريع بزرالدة، وداخله جثة شابّة تبدو عليها آثار العنف خاصّة على مستوى الرأس، وقد أفضت التحريات الأولية بعد السماع لشهود العيان، بتحديد هويّة المشتبه فيه في يوم وقوع الجريمة، بفضل مواصفات السيارة، حيث أكّد أحد القصّر رؤيته للمتهم الرئيسي رفقة عشيقته داخل السيارة، قبل أن يهمّ (ف، م) بوضع الضحيّة داخل الحفرة، الأمر الذي شدّ انتباه الشاهد حيث توجّه مسرعا لإخبار العمال، غير أنّ وصولهم كان متأخرا· فصول الجريمة وحسب اعترافات المتهم الذي لقي حكم الإعدام من طرف محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة خلال الدورة الثالثة له، بدأت بعلاقة غير شرعية بين الضحية والجاني نتج عنها ابن زنا، سلمته أمه إلى امرأة عاقر، الأمر الذي لم يهضمه المتهم لاسيما وأن الضحية قابلت طلب الزواج منها والابتعاد عن عالم الرذيلة بالرفض القاطع، مفيدا أنّ ارتكابه للجريمة كان بدافع الانتقام بسبب تجاهلها له ليلة قبل تنفيذ جريمته الشنعاء، وذلك عندما كانت بصحبة 3 شبان تحتسي الخمر، حيث قام الميكانيكي في اليوم الموالي بدعوتها ليكرر طلب يدها للزواج، وقد تملّكه الغضب بمجرد رفضها له ليقدم على تهشيم رأسها بعصا خشبية ودفنها بعد تأكده من موتها، غير أن تقرير الطب الشرعي أثبت العكس، حيث كشفت الأدلة وجود أتربة والوحل على مستوى حلق الضحية، ما يدل على أن الضحية لم تمت بسبب الضربة الموجعة التي تلقتها من طرف الميكانيكي وإنما بسبب دفنها وهي لا تزال على قيد الحياة·