وجدت أزيد من 19 عائلة نفسها بين ليلة وضحاها ضحية التشرد في أزقة القصبة بعد انهيار بيتها الهش (الدويرة) ليلة أول أمس الثلاثاء نتيجة الحالة المزرية التي كانت تطبع جدران وأسقف البيت المتهالك الذي صمد طويلا ليلفظ في ليلة باردة خريفية 80 فردا في العراء دون مأوى. حسرة وآهات متواصلة انطلقت من حي (خباشة رشيد) على إثر انهيار متوقع لبيت آخر في القصبة، وعلى حين غفلة من السلطات أصبحت 19 عائلة مشردة في العراء، تضاف إلى القائمة الطويلة من البيوت المتهدمة والعائلات المشردة في هذا الحي العتيق الذي تحول مع الوقت إلى مكان غير آمن للعيش بسبب التصدعات الكبيرة التي مست أغلب البيوت، والنتيجة دوما تظهر في فصل الأمطار أين تتزايد عدد الانهيارت في كل ركن من الحي والضحية واحدة والموقف واحد وهو الصمت والتأجيل. وللإشارة، فإنه لم يمر يومان فقط على واقعة انهيار (مرقد) بذات الحي وبالضبط بحي (أحمد بوزرينة) والأسباب واضحة، التصدع والإهمال وعدم الخضوع ولو للترميم. المشكل حسب السكان أنهم مقصيون من الترحيل ومن أي عملية ترميم يمكن أن تؤخر الانهيار وتساعد هذه البيوت العتيقة على الصمود في وجه الطبيعة، خاصة في فصل الأمطار. القصبة تنهار الزائر لهذا الحي التاريخي لن يصدق حجم الدمار الذي لحق بالبيوت وبالأزقة وبكل شيء، فالدويرات تتساقط واحدة تلى الأخرى، والمشكل لا يقتصر على العائلات المشردة في العراء وأكوام الخيمات الموزعة في كل ركن أو أكوام الحجارة، بل أيضا في انهيار التاريخ المطبوع في أزقة القصبة وبيوتها الرائعة. وعليه، فإن الاستغاثة ليست مقتصرة على 19 عائلة أو 80 شخصا بحي (خباشة) وإنما الموضوع أكبر من بلدية القصة غير القادرة على حل كل هذه المشاكل بميزانية ضعيفة وإنما القضية هي وطنية متعلقة بتاريخ الجزائر التي وعدت وزارة الثقافة بالمحافظة عليه وإعادة الاعتبار له إلا أن الطبيعة لا ترحم والفصول لا تنتظر، فالشتاء أعلن عن قدومه إلى حي القصبة ولا قدرة للسكان على مواجهة هذا المد، خاصة مع إعلان بعض المصادر أن هذا الشتاء سيحمل معه الفيضانات لتي لن تقوى القصبة على تحملها. وللإشارة، فإن المجلس الولائي للعاصمة يعقد منذ البارحة جلسات نقاش حول برنامج الترحيل، فهل ستكون القصبة ضمن أولويات هذه البرامج قبل فوات الأوان؟