مساعي جادّة للوقاية من فيروسي كورونا وإيبولا الجزائر وعلى غرار الدول الأخرى ليست في منأى عن انتقال عدوى بعض الأمراض الناشئة في العصر الحالي وكانت آخرها دائي كورونا وإيبولا اللذان اكتسحا العديد من الدول وخلفا العديد من المصابين وصنفا كفيروسين خطيرين للغاية خاصة وأنهما سريعا الانتقال، وقد اهتمت جمعيات طبية مختصة في التنبيه من مخاطر الدائين، بحيث تم وفي نفس الإطار إطلاق دورة تكوينية حول الأوبئة الناشئة بولاية وهران بمبادرة من جمعية جديدة ذات طابع وقائي وصحي تسمى (أيادي الشفاء). وقد اختارت هذه الجمعية أن تخصص أول لقاءاتها لمرضي إيبولا وفيروس كورونا مما يسمح لحوالي مائة طبيب شاب بالاطلاع على المسعى الوقائي والعلاجي المقترح في سياق مكافحة المرضين. وأشار رئيس جمعية (أيادي الشفاء) الدكتور يوسف بوعلي أنه (بالرغم من عدم تسجيل أية إصابة بعدوى بفيروس إيبولا بالجزائر إلا أنه يتعين على السلك الطبي أن يكون مستعدا بشكل دائم لمواجهة كل احتمال). (لا يمكن القول أنه لا يوجد خطر ومن الضروري على جميع القطاعات الشريكة المساهمة في تعزيز تكوين المستخدمين المعنيين بغية إضفاء فعالية أفضل على التدابير الوقائية التي وضعتها السلطات العمومية) يضيف الدكتور بوعلي الذي يعد أيضا رئيس قسم علم المناعة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية (1 نوفمبر 1954) بوهران. وقد قدمت عدة مداخلات من طرف أخصائيين في علم المناعة وعلم الأوبئة والأمراض المعدية وعلم الجراثيم للمصالح المختصة بالمؤسسة الاستشفائية المذكورة والمركز الاستشفائي الجامعي لوهران الذي احتضن هذا اللقاء التكويني. وتناول المتدخلون في هذا الصدد ثلاثة جوانب رئيسية تتعلق بالأمراض الفيروسية أي كيفية الإصابة بالعدوى والجانب الإكلينيكي ودراسات المناعة وعلم الأحياء الدقيقة والتي تسمح بفهم أفضل لتطور الفيروس داخل الجسم. وخلافا لأنواع أخرى من الأمراض المعدية بسبب البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات فإن فيروسي إيبولا وكورونا هما مرضان معديان فيروسيان. وتتمثل أعراض داء إيبولا في ارتفاع في درجة الحرارة والنزيف وتنتقل العدوى فيه من خلال إفراز اللعاب أو لمس جرح جلدي بينما ينتقل فيروس كورونا عن طريق الهواء ويسبب التهاب في الرئتين، وفق الدكتور بوعلي الذي يتواجد مقر جمعيته ذات الطابع الوطني بوهران.