صرّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأحد بأن تحالفا مع الحكومة السورية سيؤدّي إلى إضعاف التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة. قال أوباما في مؤتمر صحفي في ختام قمّة العشرين في أستراليا: (برأينا الوقوف إلى جانب الأسد ضد تنظيم الدولة في العراق والشام سيضعف التحالف)، وأضاف أن (الأسد فقد شرعيته بالكامل في نظر الجزء الأكبر من بلده). وتقود الولايات المتّحدة تحالفا لعدّة دول تقاتل تنظيم الدولة الذي يسيطر على مناطق في سورياوالعراق. وكانت شبكة (سي إن إن) الإخبارية نقلت عن مصدر في الإدارة الأمريكية قوله إن أوباما طلب من فريق الأمن القومي تقديم مراجعة جديدة للاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا على ضوء واقع جديد يؤشّر إلى أن هزيمة تنظيم الدولة لن تكون ممكنة دون حلّ سياسي يقتضي رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة. * يحذّر روسيا في الأثناء، قال الرئيس الأمريكي إن روسيا ستبقى معزولة داخل المجتمع الدولي إذا ما واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاك القانون الدولي والاتّفاقيات التي تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال أوباما بعد الاجتماع: (في هذه المرحلة تحقّق العقوبات التي فرضناها نتائج جيّدة)، وأضاف: (نحتفظ بالقدرة وتبحث فرقنا باستمرار آليات ممارسة المزيد من الضغوط إذا ما دعت الضرورة). * الحرب ستدوم سنوات طويلة أخرى أكّد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي أن التحالف الدولي (سيستمرّ في شن الضربات الجوية ضد تنظيم داعش أينما وجد)، جاء ذلك خلال اجتماع عقده مع مسؤولين في إقليم شمال العراق، وفق بيان صدر عن رئاسة الإقليم. الاجتماع حضره كلّ من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، وزيري البيشمركة مصطفى سيد قادر والداخلية كريم سنجاري، وبحث خلاله الجانبان (التستراتيجية المتعلقة بمحاربة عصابات داعش والتعاون المشترك في القضاء على الإرهاب)، وفق البيان ذاته. وذكر البيان أن ديمبسي أكّد أن التحالف الدولي (مستمرّ في دعم قوات البيشمركة وشنّ الضربات الجوية ضد تنظيم داعش أينما وجد). ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن (الولايات المتّحدة والدول المتحالفة معها أخذوا ملاحظات إقليم كوردستان، شمال العراق، بكلّ جدّية ويعملون على تدبير المستلزمات لقوات البيشمركة). وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مسؤولين أمريكيين إن مسؤولين في إقليم شمال العراق طلبوا من واشنطن الحصول على أسلحة متقدّمة يحتاجها للتصدّي لتنظيم (داعش)، وتشمل الإمدادات العسكرية المطلوبة: دبّابات ومُعدّات قنص ومركبات أفراد مدرّعة ومدافع وذخائر ودروعا وخوذات وشاحنات وقود وعربات إسعاف، في حين تبدو واشنطن متردّدة، وفق المسؤولين أنفسهم. وكان ديمبسي وصل إلى العاصمة العراقيةبغداد، صباح السبت، في زيارة مفاجئة لم يعلن عن مدتها، وتعد الأولى منذ عام 2012. وقبل أن يتوجّه إلى أربيل قال ديمبسي للجنود الأمريكيين خلال زيارته المفاجئة إن المعركة مع تنظيم الدولة (بدأت تؤتي ثمارها)، لكنه توقع حملة مطولة تستمر عدة سنوات. وأبلغ ديمبسي القوات بأن الجيش الأمريكي ساعد القوات العراقية والكردية في (انتشال العراق بعيدا عن حافّة الهاوية)، مضيفا لمجموعة من مشاة البحرية في السفارة الأمريكية في بغداد بأنه يعتقد أن (الأمور تؤتي ثمرها وتسير جيّدا). وقال بعيدا عن لهجة المنتصر، إن (من المهم إظهار أن تنظيم الدولة ليس قوة لا تقهر ولا يمكن إيقافها، بل إنها مجموعة من الأقزام تتبنى في واقع الأمر فكرا متطرّفا). وأكّد ديمبسي أن القوة العسكرية لن تقضي على تنظيم الدولة ما لم تنجح الحكومة العراقية في إنهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد، مضيفا أن بناء الثقة سيحتاج إلى وقت، وكذلك المهمّة الأمريكية قد تصل إلى عدّة سنوات. وقال ديمبسي، الذي التقى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وكبار المسؤولين العراقيين، إنه يرغب في معرفة إذا ما كان العراقيون يعتقدون أن بإمكانهم تجنيد أشخاص لبرنامج تأمل الولاياتالمتحدة في انطلاقه العام القادم لإعادة تدريب وحدات عراقية، متابعا بأنه يريد (الحصول على انطباع منهم حول ما إذا كانوا يعتقدون أن إطارنا الزمني قابل للتنفيذ).