لازال المواطن الجزائري المسكين، يعاني من أزمة حادة في الحليب، رغم الإجراءات المتخذة، والمعلن عنها لاحتواء الأزمة، حيث لا زالت العديد من الأحياء تشهد طوابير طويلة من المواطنين أمام محلات بيع المواد الغذائية انتظارا لكيس الحليب، في حين أن هنالك بعض الأشخاص ممن يقطنون في بلديات مجاورة صاروا يأتون إلى بعض الأحياء والبلديات التي تعرف تزويدا منتظما أو على الأقل لديها نسبة هامة من الحليب على عكس البلديات والأحياء التي يقطنون فيها، وهو ما خلق تذمرا واستياء واسعا لدى عدد من المواطنين الذين اضطروا إلى الاحتيال وسلوك طرق ملتوية للحصول على أكياس من الحليب حتى لا يذهب أطفالهم إلى المدرسة ببطون خاوية كل صباح. في هذا الإطار تقول إحدى المواطنات أنها تقوم بتخليص ثمن 3 أو أربع أكياس من الحليب قبل موعد أخذها من المحل الذي تقتني منه بثلاثة أيام، ولحسن الحظ فان صاحب المحل الذي قع في الحي على علاقة جيدة بأسرتها، وإلا فان نصيب الأسرة من الحليب لن يزيد عن الكيسين مثلهم مثل أية عائلة أخرى. وفي نفس السياق فإن بعض المواطنين صاروا يحتالون للحصول على أكياس الحليب التي يحتاجون إليها، وذلك من خلال اقتسام أفراد العائلة للاماكن التي يقصدونها أو يعملون فيها، حيث يقوم كل منهم بإحضار كيسين من الحليب معه أثناء دخوله إلى المنزل، أو حسب مقدرته، وحسب ما يمكن من الحصول عليه أيضا، وذلك من أحياء متفرقة ومحلات عديدة لا يعرفهم فيها أصحابها، وهو ما يوفر لهم فرصة الحصول على الحليب، هذه المادة الحيوية والأساسية على موائد الجزائريين، كما أن عائلات أخرى تقوم بتخزين الحليب حتى لا تقع في أزمة نقصه أو ندرته، حتى بالنسبة للذين اضطروا إلى الاستنجاد بأكياس الحليب المجفف وجدوا أنفسهم يدفعون مبالغ مالية إضافية، فيما كثير منهم لا يستسيغ طعم هذا النوع من الحليب، وينتظر الكثيرون انفراج هذه الأزمة، خاصة بالنسبة للذين ملوا من الطوابير الطويلة، ومن الصراعات والشجارات لأجل كيس الحليب، حيث قال بعض المواطنين أنهم يشعرون أنهم عادوا سنوات طويلة إلى الوراء، وبالضبط إلى السنوات العجاف التي كانت الجزائر تعيش فيها أزمات اقتصادية واجتماعية ساخنة، عرفت ندرة ونقصا حادا في التزويد بالعديد من المواد الغذائية الأساسية. ويطالع عدد من المواطنين باهتمام بالغ يوميا المستجدات المتعلقة بعمليات احتواء هذه الأزمة، وكذا الإجراءات المتبعة فيما يخص ضمن احتياجات المواطنين منها، آملين أن يكون الحل النهائي قريبا، وان يتمكنوا من الرجوع إلى حياتهم اليومية الطبيعية، دون أن يناموا ويستيقظوا على أزمات الندرة والنقص التي تمس من حين إلى آخر بعض المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع.