يتوجه الناخبون التونسيون، اليوم الأحد، الى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس للجمهورية، في أول انتخابات رئاسية منذ اندلاع الثورة على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في العام 2011. ويتنافس فيها 27 مرشحاً، انسحب منهم أربعة اول امس الاول. ويفترض أن يفوز أحد المرشحين بأكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين التونسيين، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية خلال شهر كانون الأول المقبل بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات. وتعكس المؤشرات الانتخابية تصدُّر ثلاثة مرشحين المشهد الانتخابي وهم الباجي قائد السبسي، زعيم حزب نداء تونس الفائز بقوة في الانتخابات التشريعية وصاحب الغالبية في البرلمان المنتخب، ثم الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي المدعوم من الإسلاميين في تونس والذين اختاروا عدم خوض انتخابات الرئاسة، ثم حمّة الهمامي زعيم حزب العمال والمتحدث باسم الجبهة الشعبية ، القوة البرلمانية الرابعة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ودعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أكثر من 5.2 ملايين ناخب مسجل إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد للبلاد. وتشير إحصاءات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إلى أن الفئة العمرية بين 18-40 سنة تمثل نسبة 67 في المئة من الناخبين المسجلين، أي حوالي 3.4 ملايين ناخب من إجمالي 5.2 ملايين، ما يعني أن فئة الشباب الواسعة، هي الأكثر تمثيلاً في صفوف الناخبين المدعوين. أما في ما يخص التقسيم حسب الجنس فتمثل النساء والرجال نسبة تكاد تكون متساوية بحوالي 50 في المئة. ويتمركز أكبر عدد للناخبين في أربع محافظات تتشكل منها العاصمة تونس الكبرى (تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس) ويبلغ مجموع عدد الناخبين فيها مليوناً و229 ألفاً و241 ناخباً، تليها دائرتا صفاقس 1 وصفاقس 2 (جنوب) بمجموع 440 ألفاً و809 ناخبين، ومن ثم دائرتا نابل 1 ونابل 2 (شرق) ب369 ألفاً و912 ناخباً فيما تتوزع البقية في مختلف محافظات البلاد. وفيما يشكل الملفان الاقتصادي والامني التحدي الابرز للرئيس الجديد، إلا ان حزب نداء تونس ، الذي بات يملك أكبر كتلة برلمانية بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة (86 مقعداً من أصل 217 مقعداً) ينتظر نتائج الانتخابات لتحديد تركيبة الحكومة المقبلة، والتي تأجل تشكيلها إلى ما بعد انتخاب الرئيس الجديد. وأمس، أعلن شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التونسية. وبالتالي أصبحت النتائج نافذة. وجاءت النتائج كالتالي: 86 مقعداً لحزب نداء تونس ، 69 مقعداً ل حركة النهضة ، 16 مقعداً ل حزب الاتحاد الوطني الحر ، 15 مقعداً ل الجبهة الشعبية ، 8 مقاعد ل حزب آفاق تونس ، و23 مقعداً للقوائم الاخرى. وأكد رئيس الهيئة أن عدد الأصوات المصرح بها لكل القوائم بلغ 3 ملايين و408 آلاف و207 أصوات، والعدد الإجمالي للأوراق الملغاة 106 آلاف و10 أصوات. وبرغم حصوله على العدد الأكبر من المقاعد البرلمانية مقارنة بالأحزاب الاخرى، يبقى في حاجة الى الدخول في ائتلاف سياسي لضمان حصول الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان وضمان استمرارية عمل الحكومة.