في الوقت الذي تستمرّ فيه احتفالات المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وعشّاق ناديه برشلونة بكسره رقم الهدف التاريخي الإسباني تيلمو زارا كأفضل هدّاف في تاريخ الدوري الإسباني بتسجيله ل 253 هدفا، عرض التلفزيون الرسمي لنادي ريال مدريد تقريرا نصّب خلاله مهاجم الأبيض الملكي البرتغالي كريستيانو رونالدو كأفضل هدّاف في تاريخ (الليغا) على حساب ميسي وحتى على حساب تيلمو زارا مهاجم أتلتيكو بيلباو السابق. اعتمد التلفزيون المدريدي في هذا الترتيب على المعدلات التهديفية للمباراة الواحدة لكلّ لاعب خلال مسيرته في الدوري الإسباني، إذ حلّ رونالدو في الصدارة بمعدل تهديفي بلغ 12،1 هدف في المباراة الواحدة بما أنه خاض مع الريال منذ قدومه إلى إسبانيا صيف عام 2009 ما يصل إلى 176 مباراة سجّل من خلالها 197 هدف، وجاء خلفه زارا بمعدل 91،0 هدف في المباراة الواحدة بعدما سجّل 251 هدف خلال 277 مباراة، ثمّ جاء الأرجنتيني ليونيل ميسي ثالثا في الترتيب بمعدل 87،0 هدف في المباراة بتسجيله 253 هدف في 289 مباراة بألوان البارصا من عام 2004 وحتى عام 2014. وجاء المهاجم الهنغاري لريال مدريد فيران بوسكاش في المرتبة الرابعة بنفس المعدل الذي بلغه ميسي، لكن بغلّة تهديفية أقلّ، حيث سجّل 156 هدف فقط في 180 مباراة. ووفقا لعدد الأهداف فإن رونالدو يقبع في المركز التاسع في ترتيب هدّافي (الليغا)، بينما يحتلّ المكسيكي هوغو سانشيز المركز الثالث خلف ميسي وزارا، في حين وضعه تلفزيون الريال في المرتبة ال 12 حسب معدله التهديفي الذي لم يتجاوز 67،0 هدف في المباراة الواحدة. وبدا واضحا أن تقرير تلفزيون النادي المدريدي يدخل في إطار الحملة الإعلامية التي تقوم بها وسائل الإعلام الموالية للنادي الملكي لدعم حظوظ وفرص (الدون) في الاحتفاظ بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي وللعام الثالث في مسيرته بعد عامي 2008 و2013. كما تأتي هذه الحملة في إطار التشويش على الإنجاز الذي حقّقه (البرغوث) بكسره رقم زارا ليصبح الهدّاف التاريخي ل (الليغا) على اعتبار أنه المنافس الرئيسي لرونالدو على جائزة (الفيفا وفرانس فوتبول)، ذلك أن الصحف المدريدية تدرك جيّدا مدى تأثير إنجاز كسر رقم زارا على رفع حظوظ ميسي في استعادة الجائزة التي ضاعت منه عام 2013 بعدما احتكرها لأربع سنوات متتالية. وممّا يؤكّد هذا الطرح أن رونالدو تجاوز معدل زارا منذ فترة ومع ذلك لم يصنّف كهدّاف تاريخي للدوري الإسباني، خاصّة وأن المعايير المعتمدة لمنح الجوائز وتسجيل مثل هذه الأرقام لأصحابها لا تعتمد على المعدلات التهديفية وإنما على عدد الأهداف المسجّلة بغض النظر عن عدد المباريات التي خاضها اللاّعب على أساس أن المعدل التهديفي في المباراة الواحدة لا يجسّد مبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين.