جعل الله تعالى الرجل محتاجاً الى المرأة والمرأة محتاجة الى الرجل لتعمر الحياة وتستمر الخليقة والمرأة خلقت من الرجل “خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء” النساء 1. وكل واحد منهما يكمل الآخر ويسعد حياته ويؤنس وحشته ويؤازره في مهامه الدينية والدنيوية. لكن الأفكار تتغير والروئ تتبدل، فمنهم من يرى المرأة قناعا لقضاء أمر ما ولا أكثر ومنهم من يرى أنها وسيلة لحاجات الدنيا وغاياتها، ومنهم من يرى أنها عون على أمور الدنيا والدين، وعند هؤلاء وأولئك لا يمكن للمرأة أن تكون صورة طبق الأصل من قرينها أو زوجها، وفي التكوين والخلق خلافات لا يمكن إنكارها قد تشذ عنها بعض النساء أو بعض الرجال ولكن هذا يكون نادرا، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية بنصوصها القرآنية والنبوية تحض الرجل على النظر إلى المرأة بواقعية وعدالة وإنصاف. فالحياة لا تكمل إلا بها ولكن يجب ألا تكلف بما لاتطيق، وألا تعامل إلا بما يحسن ويليق، والإنسان بطبعه سريع التقلب والتغير، فيجب أن يكون هناك ضوابط صارمة للتعامل مع هذه المرأة وهي مرهفة في تكوينها رقيقة في مشاعرها، ومن أهم هذه الضوابط القرآنية، أن يكون تعاملها ومعاشرتها والسير معها في هذه الحياة “بالمعروف”. وقد لا يميل الرجل في عمقه وقلبه الى زوجته أما لنقص في الجمال أو قلة في الثقافة أو ضعف في الأدب والتربية أو لعدم موائمتها لزوجها في أكله وشربه ونومه أو غير ذلك، وكل هذا وغيره لا يدعوه الى ظلمها او الجور عليها بل انه لو نظر الى الجوانب الايجابية الطيبة فيها لربما رأها برؤية أخرى ومال إليها وزال من حياتهما كثير من الأشواك، وقد جاء في الحديث الشريف: “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها خلقا آخر”أخرجه مسلم ومعنى يفرك: يكره ويبغض. أي لا يكره الزوج زوجته فان كره شيئا منها فلينظر الى شيء آخر فيها يحبه، وكذلك المرأة وأكدت الآية القرآنية ان الرجل قد يكره شيئا ما من زوجته، ولو صبر عليها لكان خيراً له فعسى ان يجعل الله في صبره خيرا كثيرا من ألفة تتجدد أو رؤية وعمل نافع يظهر، أو ولد صالح تلده له أو صبر عليه حين انقلاب الزمان أو... والأيام لا تدوم على حال، فما أحرانا أن نقف أمام هذه الآية الكريمة طويلا ونتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خيارهم لنسائهم“ أخرجه الترمذي وغيره. إن تفاقم المشاكل الزوجية لن يُحل الا في أطار الأخلاق الفاضلة والمعشر الحسن بين الزوجين فهل من متذكر معتبر؟