تشهد حافلات النقل العمومي في العاصمة يوميا الكثير من الظواهر الغريبة والتي لا تمت بصلة لعادات مجتمعنا المحافظ، فالسلوكات غير الأخلاقية التي يقوم بها بعض الشباب والعبارات البذيئة التي يتلفظ بها كلا الجنسين أصبحت بمثابة الطابع الذي يميز الكثير من حافلات النقل في العاصمة. يعاني المواطن يوميا في حافلات النقل العمومي بسبب الازدحام، إضافة إلى هذه المعاناة يصادف العديد من الظواهر الغريبة داخل الحافلة والتي أصبحت لا تقتصر على الشباب فقط، بل تعدت إلى الجنس اللطيف، فالكثير من الفتيات والنسوة أصبحن ينافسن الرجال في العراك يوميا فيما بينهن أو حتى مع الجنس الخشن. معظم المواطنين الذين تحدثنا إليهم في حافلة »عين طاية – تافورة» تحدثوا عن درجة الانحلال الخلقي الذي بلغها بعض الأفراد، والذي يتجلى حسب رأيهم في السلوكات غير الأخلاقية التي تحدث يوميا في مختلف الحافلات، إذ أخبرنا أحد الشباب أنه كل يوم يركب فيه هذه الحافلة إلا ويشهد مشادات كلامية بين الراكبين، تصل أحيانا إلى حد التشابك بالأيدي وهذا بسبب الازدحام الحاصل داخلها، ولكن الظاهرة الأكثر شيوعا في معظم الحافلات على العموم هي ظاهرة السرقة، إذ أن الكثير من اللصوص يترصدون الحافلات التي تكتظ بالراكبين من أجل الاحتكاك بهم وسرقة الأموال والهواتف النقالة من جيوبهم حين يكونون منشغلين بالتدافع من أجل الصعود إلى الحافلة. البعض الآخر أشار بشيء من التحفظ إلى تعمد بعض الشباب الالتصاق بالفتيات مما يسبب لهن الانزعاج، وتبدأ الملاسنات بين الفتيات اللائي يرون في ذلك خدشا لحيائهن واعتداء على حرمتهن، فيما يكذب الشباب ما نسب إليهم، وتتعدى هذه الملاسنات أحيانا إلى اعتداء الشاب على الفتاة جسديا، فيحدث تدخل بعض الراكبين للدفاع عن الفتيات،فتكبر المناوشات لتصل في غالب الأحيان إلى مراكز الشرطة. إحدى الشابات روت لنا حادثة وقعت في حافلة براقي - تافورة، حيث قالت أن فتاة سبت شابا بأقبح الألفاظ التي لا يتجرأ الشاب على التلفظ بها أمام الناس بسبب انه احتك بها دون قصد، فتوجه إليها شيخ كبير بالنصيحة، فلم تتقبل الأمر وقامت بصفعه، فثار جميع الشباب الذين كانوا على متن الحافلة ونعتوها بأسوإ الصفات، طالبين من السائق التوقف وإنزالها من الحافلة. بعض النسوة قلن أنهن يتجنبن ركوب الحافلة مع أقربائهن من الرجال بسبب الظواهر غير الأخلاقية التي تفشت، إذ أن العديد منهن كن شهود عيان لشباب وفتيات يقومون بأفعال تخدش الحياء داخل الحافلة وعلى مرآى الركاب، بالإضافة إلى الاعتداءات اليومية بالأسلحة البيضاء التي أصبحت بمثابة عادة لدى البعض. هذه الظواهر التي انتشرت بصورة غريبة في حافلات النقل العمومي تدل على فساد الأخلاق، والابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والتخلي عن العادات التي تميز مجتمعنا لدى بعض الشباب من الجنسين، وقلة احترامهم لأشخاص جعلتهم الظروف يتواجدون معهم في وسيلة نقل واحدة، خاصة وأن الحافلة وسيلة يستعملها أشخاص من مختلف الأعمار.