شهدت بلدية تيزي غنيف في الأسبوع الأخير أزمة حادّة في التزوّد بغاز البوتان بعد أن نفدت مخزونات نقاط البيع بمحطات الوقود القريبة منها بسبب الاضطراب الجوّي الأخير خوفا من تكرار الأزمة التي سجّلت في الأعوام الماضية بعد تهافت الكثيرين على شراء القارورات التي كانت معروضة للبيع، حيث ازدادت مخاوف سكان الأرياف والقرى النائية التي لم يصلها غاز المدينة بعد على تكرار سيناريو شتاء 2012. إيمان عبد الإله تضاعف الطلب بشكل قياسي على هذه المادة الحيوية، خاصة مع التساقط الكبير للأمطار التي زرعت في قلوب المواطنين الخوف من عودة أزمة غاز القارورات في المناطق المعزولة، والتي تسجل كل سنة في مثل هذه الحالات. حيث أكد عدد من سكان القرى أنهم يعانون من نقص في التزوّد بغاز البوتان الذي يجبرهم على التنقل لمسافات الطويلة للحصول عليه. ويطالب سكان المناطق النائية شركة (نفطال) بضرورة توفير غاز البوتان في كامل نقاط البيع القريبة من مقرّ سكناهم من أجل التقليل من المضاربة وارتفاع أسعاره في السوق السوداء. وفي مثل هذه الحالات تزيد معاناة السكان وخاصة أرباب الأسر الذين يضطرون إلى التنقل إلى المدن القريبة من مداشرهم لتعبئة قارورات الغاز، سواء من محطات توزيع الوقود أو من المحلات التي توفر هذه المادة ولو بأسعار إضافية فيعبّئون أكبر قدر من القارورات تحسّبا لحدوث ندرة أو نقص من حين إلى آخر. وعبّر بعض المواطنين عن معاناة حقيقية يتكبدونها في هذه الفترة بالذات، فنقص الغاز يعني بالضرورة نقص التدفئة، والبرد والرطوبة يعرّضان للأمراض مثل الزكام والأنفلونزا وضيق التنفس وغيرها، ويكون الأطفال والرُضّع أول من يصاب بها، وحتى أجهزة التدفئة الكهربائية لا تنفع كثيرا بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء التي سجلت خلال الأيام الماضية بعدة قرى نائية بالدائرة. وإلى جانب الغاز تعاني المنطقة من نقص حاد في حليب الأكياس، حيث شهدت محلات بيع المواد الغذائية هذه الأيام غياب أكياس الحليب أو توفرها بكميات قليلة جدا لا تلبي احتياجات المواطنين، حيث يضطرون إلى المكوث في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر ولأوقات غير معلومة أمام محلات بيع المواد الغذائية من أجل اقتناء بعض أكياس الحليب. واشتدت الأزمة أكثر مع اضطراب الأحوال الجوية، ما دفع الكثير من المواطنين للتنقل إلى مناطق أخرى بحثا عن الحليب. وقد تضاربت الحجج حول أسباب فقدان الحليب في السوق، حيث يرجعها بعض التجار إلى ارتفاع الطلب، حيث كثير من المستهلكين يتزودون بكميات كبيرة خوفا من نفادها، ما دفعهم إلى تسقيف عملية البيع بكيسين اثنين لكل من يقف ساعات في طابور طويل.