تذبذب في توزيع غاز البوتان بالمناطق النائية و التهافت سبب الندرة تعرف البلديات والمناطق النائية بولاية عنابة، ندرة حادة في غاز البوتان، رغم توفرها على مستوى الوحدة الجهوية لتعبئة القارورات ببلدية برحال، نتيجة ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية، بسبب البرودة الشديدة الناجمة عن التقلبات الجوية وسقوط الثلوج على المرتفعات. بينما قالت مصادر من مؤسسة نفطال الجهوية ببرحال أن المحطة تنتج 1500 قارورة غاز بوتان يوميا. و نتيجة ذلك قفز سعر القارورة الواحدة في السوق السوداء إلى 350 دج نتيجة المضاربة من قبل بعض الباعة الخواص، الذين ينقلونها عبر الشاحنات الصغيرة مبررين ذلك بصعوبة المسالك والتكاليف المرتفعة الناجمة عن تنقل شاحناتهم وسياراتهم التجارية إلى القرى والمناطق المعزولة. وفي جولة قادتنا إلى بعض نقاط البيع بعنابة، لاحظنا نفاد كامل مخزونات غاز البوتان على غرار محطة الوقود المتواجدة بمنطقة ريزي عمر الساحلية، حيث يشتكي سكان البيوت القصديرية هناك من النقص الكبير في قارورات الغاز، حيث يضطرون للذهاب إلى أماكن أخرى للبحث على هذه المادة الحيوية من أجل توفير التدفئة لعائلاتهم، خاصة وأن الجو بارد جدا بهذه المنطقة المطلة على البحر . من جهته أكد صاحب المحطة أن الكمية التي تزودهم بها شركة نفطال تكفي في الحقيقة لتلبية حاجة السكان، لمدة أسبوع سواء لطهي أو التدفئة لكن الخوف من تذبذب التزود بغاز البوتان خلال هذه الفترة يجعلهم دائما يخزنون كمية معتبرة في منازلهم، وبمجرد انتهاء واحدة فقط يسارعون لتعبئتها. مسؤولو الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان التابعة لمؤسسة نفطال ببلدية برحال أوضحوا في اتصالنا بهم أنهم سجلوا بدورهم خلال هذه الأيام المتميزة بانخفاض درجة الحرارة ارتفاعا كبيرا في الطلب على قارورات الغاز، حيث لم تستطع الوحدة تغطية الكم الهائل لطلبات الموزعين الخواص، وكذا أصحاب محطات البنزين التي توجد بها نقاط بيع غاز البوتان، بسبب الاستهلاك المتزايد لهذه المادة الحيوية، التي تستخدم في التدفئة والطهي بالمناطق النائية والأحياء التي لم يمسها غاز المدينة. وحسب مصدر مسؤول بالوحدة، فإن حجم الإنتاج وصل إلى ذروته بتعبئة نحو 1500 قارورة يوميا، مع وضع برنامج خاص يقضي بمضاعفة العمل على مستوى كامل مراحل التعبئة باعتماد نظام المناوبة، حيث تم تشكيل حسب ذات المتحدث ثلاث فرق تعمل ليلا ونهارا لتغطية العجز المسجل، نظرا لكثرة الطلب. ويضيف مصدرنا بأن الوحدة تعرف ضغطا كبيرا خلال هذه الفترة لكونها تزود أربع ولايات بالغاز بداية بعنابة، الطارف، قالمة، وبعض الدوائر من ولاية سكيكدة، أين يفوق الطلب القدرة الإنتاجية للوحدة، هذا ما أدى إلى تحديد الكمية الممنوحة لكل منطقة حسب نسبة الاستهلاك وتأتي ولاية قالمة في الصدارة ب 4000 قارورة يوميا. كما أورد ذات المصدر أن التغطية المرتفعة في الولايات الكبرى بغاز المدينة على غرار عنابة الذي تقارب نسبتها 80 بالمائة لا يعكس في الواقع حجم الطلب، الذي يكون من المفترض منخفضا بالمقارنة مع النسبة المذكورة، إلا أن الأرقام تبين أن نسبة الاستهلاك بها مرتفعة جدا لغاز البوتان والسبب راجع إلى العدد الكبير للبيوت الفوضوية والقصديرية، وكذا الحصص السكنية التي وزعت مؤخرا ولا تتوفر على غاز المدينة. من جهته أوضح مدير الطاقة والمناجم لولاية عنابة، أمس، بأن سبب تذبذب توزيع غاز البوتان بالمناطق النائية راجع لبعد نقاط البيع عنها، مضيفا بأن مصالحه تسعى لتوفير هذه المادة حيوية عبر كامل الوحدات التابعة لشركة نفطال لتلبية احتياجات المواطنين القاطنين بالأماكن المعزولة.