بعد التحامل والإساءات التي تعرض إليها المسلمون أسبوعية ماريان الفرنسية تواصل استفزازاتها مهما كانت التسميات أو السيناريوهات التي حملها الاعتداء الإرهابي الذي استهدف صحيفة (شارلي ايبدو) فإن الحقيقة المؤلمة تبقى أن الإسلام والمسلمين هم الضحية الأولى لهذه الجريمة التي قد تصبح نقطة تحول في تعامل الغرب ليس مع تنظيمات التطرف الإسلامي فحسب، بل مع الجاليات الإسلامية بشكل عام، إلى جانب دين الإسلام نفسه. حسيبة موزاوي بعيدا عن السياسة والسياسيين، وبعد التحامل على النبي عليه الصلاة والسلام وعلى الإسلام والمسلمين الذي أثارته هذه الحادثة وبعد إصدار هذه المجلة داخل مقر صحيفة (ليبراسيون)، المقدر بمليون نسخة والذي عرض في الأكشاك الفرنسية، إذ صدرت المجلة الساخرة والناطقة ب16 لغة، كما حافظت على الأسلوب المعتاد نفسه فيما يخص رسوماتها الكاريكاتورية الساخرة من الديانات والشخصيات السياسية والأشخاص، بما فيهم أعضاء طاقم التحرير ولم تغيّر من طريقة عملها أي شيء، دعا عدد من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى مسيرات لنصرة الرسول الكريم بعد الإساءة إليه من خلال الرسومات الكاريكاتورية الساخرة والمسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، للتعبير عن توحيد الرد بين البلدان العربية. أحدثت الدعوات التي أطلقتها عدة شخصيات وشباب على صفحات (الفايسبوك) زلزالا إلكترونيا، كخطوة عفوية بعد صمت الأحزاب السياسية في الجزائر، ورفع الغيورين على دينهم شعار (إلا رسول الله) ومطالب بالاعتذار وعدم عرض الرسوم الكاريكاتورية، وأشار عدد كبير من الناشطين في صفحاتهم (إن الإساءة الكبيرة للرسول والتي تضمنتها الرسوم الكاريكاتورية، تعكس مدى الحقد الذي يكنه أعداء الإسلام للأمة الإسلامية ورسولها الكريم)، كما دعوا الأئمة إلى نصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في خطبهم على منابر تنصر خير خلق الله وترد على الكفار. وتناقلت عدة صفحات جزائرية أيضا صورة لأيادٍ متحدة تحمل كل واحدة منها راية لكل بلد عربي، وعنونت ب (في الاتحاد قوة)، للتأكيد على ضرورة توحيد الحركة الاحتجاجية من خلال المسيرات السلمية المناهضة للمساس بالرسول الكريم ، وتحركت عدة صفحات في اتجاه نصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على إثر عرض الرسومات الساخرة التي عرضتها صحيفة شارلي ايبدو وبعض المتحاملين على الرسول، ودعا الشباب إلى إعلان الغضب العام انتصارا للرسول الكريم. من جهتها السلطات الجزائرية قررت منع العدد الأخير من أسبوعية (ماريان) الفرنسية من دخول الجزائر، بسبب احتوائها على رسوم كاريكاتورية ومواضيع تمس بالذات الإلهية، هذا وقررت أسرة تحرير أسبوعية (ماريان) الفرنسية الشهيرة تخصيص ملف من عدة صفحات لما وصفته بمعركة حرية التعبير، ولم يكتف العدد بالتنديد بالجريمة الشنعاء التي تعرضت لها مجلة (شارلي إيبدو)، ولكنها قررت التضامن مع رساميها وصحفييها الذين تعرضوا إلى الهجوم الإرهابي الذي شهده مقرها بقلب العاصمة الفرنسية باريس، بنشر رسومات كاريكاتورية أخرى تمس بقداسة الذات الإلهية، وكأن الأمر لا يتعلق بهبة تضامنية مشروعة ومطلوبة، ولكن بإنتاج المزيد من الاستفزاز للمسلمين داخل فرنسا وخارجها، أي أن (ماريان) قررت إطفاء النار بسكب المزيد من البنزين عليها. واعتبارا لما احتوته الأسبوعية، التي أسسها الإعلامي الفرنسي الشهير جون فرانسوا كان، من مساس بمقدسات المسلمين، قررت السلطات الجزائرية منع دخولها إلى الجزائر وتداولها في الأكشاك، كما علمت (أخبار اليوم) أن القرار لحد الساعة يعني حصر العدد الأخير فقط ولن يمتد إلى الأعداد القادمة إلا في حال احتوائها على المادة نفسها. واتخذت (ماريان) كشعار للعدد نفسه تصريحا للكاتب الفرنسي المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين، ميشال أونفري، قال فيها (إنه 11 سبتمبر الخاص بنا)، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدةالأمريكية في 2001، ونسي صاحب التصريح أن يقول إن عدد الإرهابيين والعمليات الإجرامية وأماكن تموقع الجماعات المتطرفة والمسلحة قد تضاعف منذ ذلك التاريخ، ذلك أن واشنطن حينها قررت التعاطي مع الأحداث بمنطق التعاطي الفرنسي نفسه اليوم، التصعيد عوض التهدئة والاستفزاز عوض طمأنة المسلمين الذين ندد غالبيتهم بما حدث في باريس اخيرا.