بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي.. مذ أيام قليلة تابعنا حادثة شارلي ايبدو التي سقط خلالها 12 قتيلا مما جعل الرئيس الفرنسي ينتقل على جناح السرعة من أجل إدانة هذا العمل والوقوف على الحادثة كما هو الشأن لوسائل الإعلام التي تابعت الحدث أول بأول، ناهيك عن تحليلات وقراءة بمعنى نشاط مثيرة للانتباه وأنا أقصد بالتحديد الانحياز العالمي لهذه الحادثة وكأننا نعيش في عالم يسوده الحرية والطمأنينة وأن شارلي ايبدو حادث فريد من نوعه سفك فيه دم البشرية المتعايشة جنبا إلى جنب في عالم المثل .... إن هذا الانتقاد الذي أحمله للإعلام العالمي لا يعبر بالضرورة على موقفي من الحادثة وإنما يعبر على نظرة منطقية تتمثل في الانحياز المخزي بأنواعه لهذه الحادثة في وقت هناك الكثير من القضايا العادلة والواضحة يشرف كبار قادة العالم الغربيون على تصفيتها وتفتيتها والوقوف في طريقها على غرار ما يحدث للمسلمين في بورما يحرقون وهم أحياء أو في فلسطين كأرض وما يحدث لفلسطين من جرائم بشرية شنيعة هزت أعماق الإنسانية أو ما يحدث في ليبيا وسوريا وغيرها من الأقطار العربية .. لقد أصبت بالذهول وأنا أتابع إجماعا إعلاميا وسياسيا وتضامنيا يصب في مصلحة الغرب وفرنسا خصوصا وأكيد التهمة هي الإسلام والتشدد وهو ما ذكرني بهجومات 11 سبتمبر وما انجر عنها من محاربة الإسلام والعروبة. لماذا لا تغطى القضايا العادلة بنفس الوتيرة لماذا لا يودان الكيان الصهيوني لماذا لا نرى هذا التهويل الإعلامي العالمي يسخر طاقته ووسائله لنقل الحقيقة وفقط في غزة وليبيا وغيرها من الأقطار لماذا يصمت هذا الأعلام أمام المجازر في حق المسلمين وخاصة في بورما .... من خلال هذه التساؤلات أردت أن أجري مقاربة بين شارلي ايبدو ومجازر الكيان الصهيوني في غزة ضربة وحدة لطائرات الاحتلال الصهيوني قد تسقط أكثر من 70 قتيلا، ناهيك عن الجرحى والمفقودين وسفك مخزٍ لدم عربي مظلوم ناهيك عن حجم القدرة التخريبية المدمرة. إن التغطية الغربية لمجازر غزة كمثال عن الدم العربي تصفه بالخارج عن القانون أو الإرهاب أو أي نعت عنصري يقلل من احترام حتى الموقف الذي أدى بالاستشهاد متبوع بتغطية سطحية يطغى عليها التعتيم الإعلامي _ يا قادة العرب ما هذه الهرولة المسرعة _ هرولة تبرئة ذمة أم تضامن !!!!!! رغم انتقادي للتغطية الإعلامية للحادثة لا يجب أن ننسى وأن نمر مرور الكرام على موقف الأقطار العربية التي جادت هذه المرة وتكرمت بمواقف أقل ما يقال عنها هرولة مسرعة ويا للأسف لم تكون لصالح العربي عذراااا عذراااا وإنما كانت لشارلي ايبدو التي بالغ فيها قادة العرب وبكل موضوعية شجب استنكار ترقب ومواساة حزن خيبة آسى تعاطف وقفة باريس النكرة المشؤومة الخبيثة..... نعم كلها لشارلي ايبدو !! لقد سارع عفوا تسرع القادة العرب في الهبة هبة رجل واحد مع شارلي ايبدو فأين جميلهم حتى نرده لهم هل هبوا لنصرة الدم العربي أم توقفوا على التآمر عليه، هل ساند الغرب القضايا العربية هل سقط الفيتو الغربي ضد المشروع العربي هل سمعت للعرب فكرة لصالحهم في منظمات العالمية والتي سطوا عنها وأرجعوها إحدى مكاتب خارجيتهم وسقط القانون وحل العرف والقوة متى كان الدم العربي يلقى تضامنا غربيا، متى عرف انتهى السبات العربي وأي فطنة هذه وبأي طريقة تسرعوا وهرعوا من كل ضامر للوقوف في وقفة باريس ......!!! لقد كانت وقفة الساحات البارسية إحدى المواقف غير المفهومة تجمع واصطف الكل وعلم الكيان الصهيوني يرفرف فوق الكل بل تزاحموا على الصفوف الأولى، نعم إنها الحقيقة والله آسف جدااا لماذا لا نرى هذه الهبات العربية في انتهاكات القدس والضفة واستباحة غزة ودمها العربي البارئ في إحدى العواصم العربية أو أمام هيئة الأممالمتحدة فقط ا واحتراما لدم العروبة الغالي !!! بين الموقف الغربي والغربي!!! لا يعير الموقف الغربي لقضايا الأمة اهتماما كبيرا بدليل تواطئه مع الكيان الصهيوني ضد قضايا الأمة مجسدا مقولة شهيرة (نسمع ونرى ولكن لا نتكلم خاصة فيما يتعلق بالدم العربي والمجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة يكون موقف متطرف) للكيان حق الدفاع عن النفس وإن شذ الموقف الغربي على القاعدة يعني أنه يريد نصرة الحق فإنه يساوي بين الضحية والجلاد وعبارة ضبط النفس التي تطبق على العرب كثيرااا وحتى وإن وقف قادة الكيان الصهيوني في الساحات البارسية فهذا لن يسقط عنهم صفة الإرهاب والدم العربي أكبر من أن يتنكر له الصهاينة وأصدقاؤهم ...