دعا الدكتور أحمد فوراية، رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى التدخّل السريع لوقف استخراج الغاز الصخري وتهدئة نفوس المواطنين في ولايات الجنوب وتوظيف الشباب في المؤسسات البترولية كأولوية لهم وتحقيق العدالة الاجتماعية لمحاربة كلّ أشكال الفقر في الجنوب ومنحهم السكنات، مشيرا إلى أن الجزائر بحاجة إلى التماسك والاستقرار وعقلنة الساحة السياسية وليس إلى الثوران الاجتماعي الذي يهدم الإنسان والوطن. قدّم رئيس الحزب الدكتور أحمد فوراية محاضرة حول انعكاسات انهيار أسعار البترول وكيفية التحدّي لرهانات العسيرة المستقبلية خلال عقد حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أمس ندوة جهوية بدار الثقافة بولاية ميلة، حسب بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه. وأكّد فوراية أن هذا الانخفاض مرتبط بغرض سياسي لن ينفكّ ويزول وترتفع أسعار البترول من جديد، قائلا: (أمريكا تعمّدت تخفيض أسعار النفط وهذا كان متوقّعا جدّا كمرحلة موالية لسلسلة الحروب المفتعلة التي اجتاحت الدول النفطية في الشرق الأوسط وإفريقيا، فلقد قامت أمريكا برفع مؤشّر سعر صرف الدولار بالنّسبة للعملات الرئيسية تدريجيا منذ بداية عام 2014 كونها هي التي تتحكّم في البنوك العالمية وصندوق النقد الدولي، وبالتالي انخفاض سعر البترول تمّ آليا). وأضاف المتحدث في بيانه أن الولايات المتّحدة الأمريكية أصبحت الآن تشتري البترول من شركاء غير شرعيين خارج منظمة الأوبيك الذين وظفتهم هي نفسها لصناعة الثورات والحروب داخل هذه الدول البترولية والتموقّع أمام آبار بترولها حتى تعيد رسم الخريطة النفطية وتقصي إيران وروسيا بواسطة السعودية وفوق كلّ هذا أمريكا اليوم تحتلّ المرتبة الأولى في تصدير الغاز الصخري، وهذا ما جعلها تهيّئ وهي مرتاحة لتفجير هذه الأزمة الاقتصادية في العالم حتى تنجح في تحقيق أهداف سياسية واقتصادية لصفقة عقدتها مع أوروبا وإسرائيل، مشيرا إلى أن اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكّم اليوم في البنوك العالمية وأصحاب الشركات المتعدّدة الجنسيات البترولية في أمريكا. هذه أبعاد انهيار أسعار البترول كما اعتبر فوراية أن الغرض من هذه الصفقة هو إضعاف دول الشرق الأوسط وإنهاك جيوشها وتفتين شعوبها لتتقاتل وتتناحر فيما بينها وتقسيمها إلى دويلات وطوائف استعدادا لتوسّع إسرائيل في المنطقة مقابل تخفيض أسعار البترول، مرجّحا أن الاستمرار في هذه اللّعبة -كما وصفها- لن تدوم طويلا، (لأنها ستنعكس عليها سلبا وستحدث عجزا بمعادلتها الاقتصادية يعني أن ارتفاع قيمة الدولار سينتج عنه أوتوماتيكيا ارتفاع سعر منتاجاتها الأخرى، وبالتالي لن يشتريها أحد، لا سيّما الدول التي تتعامل بعمولة الدولار من الشركاء في الأسواق العالمية). وشدّد رئيس الحزب على ضرورة توخّي اليقظة ووجوب ترتيب إيرادات الميزانية وتأثيرها على التوازنات الداخلية والخارجية، إلى جانب الفطنة في اختيار رجال واختصاصيين في التسيير ومواجهة هذه الأزمة الظرفية وإعداد التدابير اللاّزمة لضمان تسيير أحسن لعمليات الاستيراد وترشيدها ومتابعة كلّ المعاملات المتعلّقة بالتجارة الخارجية لوضع حدّ من تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج، مضيفا في سياق حديثه أنه يجب المحافظة على سياسة التشغيل في بلادنا لمحافظة على الاستقرار والسلم الدائمان للبلاد ويلزمنا الاستثمار في الفلاحة والسياحة والصناعة المصنّعة والارتكاز على البحث العلمي والمعرفة وإلى إعطاء قيمة لمفهوم العمل. وفي هذا السياق، جدّد رئيس الحزب دعوته إلى تخفيض رواتب النواب إلى عشرة ملايين لمواجهة بدائل للمحروقات، مؤكّدا على ضرورة إبعاد كلّ مسؤول فاشل لا يستطيع خدمة بلاده في هذه الأزمة باعتبار أن الجزائر تحتاج إلى رجال أكِفّاء مخلصين يواجهون هذه المحن ويكونون في المستوى هذه الرهانات المريرة، على حدّ تعبيره. وقال المتحدّث إنه يجب توقيف الاستيراد من الخارج كلّ ما يصنع في الجزائر لندعّم الاقتصاد الداخلي (ونبقي فقط على استيراد الضروريات).