عرفت المحلات المختصة في الأعشاب الطبية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين في الفترة الأخيرة التي تفشى فيها مرض الزكام بشكل ملفت للانتباه ووصل الأمر إلى حدوث وفيات بسبب تأزم حالة البعض وهو الأمر الذي زرع الخوف والرعب في النفوس، وكانت محلات الأعشاب حلا للبعض من أجل مقاومة العلامات الأولى لمرض الزكام الذي كان حادا في هذا الموسم، بحيث سئم البعض من استعمال الأدوية ورغبوا في العودة إلى بعض الاعشاب التي عرفت منذ القدم، وذاع صيتها في الاستطباب كالزعتر والتيزانة والشيح والكاليتوس وغيرها من الأعشاب الأخرى، ورأوا أنها أكثر فائدة في مقاومة الأمراض الشتوية التي أفزعت الكل في هذه السنة، وكان الأمر فألا مربحا على أصحاب الطاولات والباعة المتنقلين الذين اختصوا في بيع الأعشاب الطبية وعرفت سلعهم رواجا بين المواطنين. انتقلنا إلى سوق كلوزال بالعاصمة ولفت انتباهنا الإقبال الكبير على المحلات التي تعرض بين سلعها أنواعا من الأعشاب ذاع صيتها واستعملت كثيرا في الاستطباب كالزعتر والتيزانة والشيح وغيرها من الأعشاب الأخرى، اقتربنا من بعض المواطنين فأجمعوا أنهم تخوفوا كثيرا من نوبة الزكام الحادة التي عرفها هذا الموسم والتي أوصلت إلى الموت، منهم إحدى السيدات التي كانت بصدد اقتناء عشبة الزعتر ووجدت أنها عشبة مفيدة جدا لمداواة أعراض الزكام، وقالت إنها دأبت على استعمالها وهي الحمد لله لا تشكو من أي عوارض خطيرة للزكام، ولا تقتصر عوارضه إن ظهر عليها إلا في العطاس على خلاف ما سمعت به من أعراض السعال الحاد وضيق التنفس الذي أدى بالكثيرين إلى الوفاة. ورأت أنه من الأحسن الميل إلى استعمال الأعشاب المفيدة جدا للصحة لاسيما الأعشاب المعروفة منذ زمان والتي كثر استعمالها من طرف جداتنا في القديم. اقتربنا من أحد الباعة لمعرفة مستوى الإقبال فقال إن الإقبال هو متزايد في هذه السنة لاسيما بعد تسجيل وفيات والتخوف الكبير الذي سجل بين الناس فكانت الأعشاب الطبية بمختلف أنواعها ملجأهم الأخير لاسيما المعروفة على مستوى العائلات الجزائرية والتي عرفت باستعمالها الواسع في التداوي على غرار الزعتر كمقاوم فعال للزكام والتيزانة، والكاليتوس الذي يستعمل في العادة كبخار لإبعاد الخطر عن كل أفراد العائلة. وكانت هجرة الزبائن جماعية من الصيدليات نحو (العشابين) لطلب مختلف الأعشاب التي جلبت من مختلف الولايات على غرار سطيف وباتنة والأغواط والمدية... خصيصا من أجل عرضها على الزبائن بسبب الطلب الكبير عليها، وحسب ما أعلمنا أغلب الباعة أن الزبائن في العادة يطلبون أعشاب هذه السنة أي التي تم جنيها حديثا، ويروا أنها أكثر فائدة في مداواة أعراض الزكام. كما أن المرض وسع من تجارة الباعة الفوضويين الذين اختص أغلبهم في عرض أنواع الاعشاب الطبية على الزبائن وكانت بسعر ملائم في حدود 50 دينارا.