بعد أن كان النظام المصري ووسائل الإعلام الموالية له تردد دائما منذ انقلاب جويلية 2013 - بشكل مجازي - أن مصر في حالة حرب ، أصبحت هذه الجملة حقيقة واقعة صباح الاثنين بعد أن نفذت القوات المسلحة المصرية عمليات عسكرية في ليبيا. وتزامنا مع قصف الطائرات المصرية لمواقع داخل الأراضي الليبية ردا على ذبح 21 قبطيا في مدينة سرت على أيدي عناصر تنظيم الدولة، كانت وسائل الإعلام المصرية تذيع بيانات عسكرية وأغان حماسية. قادة الجيش يوجهون الجنود وأعلن المتحدث العسكري أن الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق يونس المصري قائد القوات الجوية تابعوا الضربة الجوية على معاقل تنظيم الدولة في ليبيا من مركز العمليات الدائم للقوات المسلحة. وأضاف أن كبار قادة الجيش تابعوا الضربة لحظة بلحظة ووجهوا المقاتلين للأهداف المراد قصفها وتدميرها وبقوا بمركز العمليات حتى عودة الطائرات سالمة إلى أرض الوطن. كما نشرت صفحة المتحدث العسكري وموقع وزارة الدفاع المصرية مشاهد إقلاع الطائرات الحربية من قواعدها لتنفيذ الضربات الجوية في ليبيا. وهذه هي المرة الأولى منذ ربع قرن التي يشن فيها الجيش المصري عمليات حربية خارج البلاد حينما شارك في حرب الكويت عام 1990 بمعاونة التحالف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة ضد الجيش العراقي. أغان الحرب وقطعت وسائل الإعلام المصرية الحكومية والخاصة برامجها المعتادة واكتفت بإذاعة البيانات العسكرية الصادرة من القوات المسلحة ومداخلات هاتفية مع محللين عسكريين يتحدثون عن تداعيات تلك العمليات العسكرية. كما تقوم وسائل الإعلام المصرية بإذاعة أغان وطنية، لكن الأغاني جاءت مختلفة هذه المرة عن تلك التي اعتاد المصريون سماعها منذ ثورة جانفي 2014 عقب كل حادث يسقط فيه ضحايا، حيث أعادت وسائل الإعلام إذاعة أغان قديمة كانت تذاع في عهدي عبد الناصر والسادات إبان خوض مصر الحرب ضد إسرائيل. ولُوحظ في تلك الأغاني الترويج لحشد الشعب خلف الجيش وقياداته، والمطالبة بالثأر للشهداء واستعادة الحقوق، حيث يتم إذاعة أغان من قبيل فدائي فدائي و الله أكبر بسم الله و خلي السلاح صاحي وغيرها. هكذا برر الدواعش جرائمهم هل تخرَّج قاطع رؤوس المصريين الأقباط بليبيا، في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؟ سؤال يبحث عن إجابة بعد أن أشار مغردون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ، إلى حساب داعشي يُدعى أبو سليمان الجهبذي ، زعموا أنه المنفذ الرئيسي في عملية ذبح الأقباط المصريين في ليبيا. ولفت الجهبذي الانتباه إلى شخصه، من خلال وضعه صورة تُطابق صورة الملثم الذي ظهر في فيديو ذبح المصريين، وتغريده على الهاشتاق الداعشي: (رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب، الذي بثه التنظيم تزامنًا مع نشره فيديو الذبح). ويُشير حساب الجهبذي إلى انتمائه الواضح للتنظيم الإرهابي، إلا أنه يخلو من أي إشارة إلى مشاركته في عملية الذبح. وغرد الجهبذي متفاخرًا بالعملية الإرهابية في ليبيا، ودافع عن العمل الإجرامي، وكان قد مهد الطريق إلى إذاعة الشريط قبل الإعلان الرسمي عنه قائلا: سيكون هذا الإصدار أشبه بلهيب الحرب، ولكن من نوع آخر أكثر رعبًا ودموية يحمل الكثير من الأسرار ويكشف عن قوة دولة الإسلام . ومن ضمن التبريرات التي ساقها الجهبذي لهذه الجريمة قوله: قَتْلُ هؤلاء الأقباط الكافرين واجب شرعي لا خلاف فيه بين أهل العلم ولا سبيل للطرح ، وذلك قبل أن تنهال عليه الردود المستنكرة من متابعيه، والتي حاول الدفاع عن نفسه إزاءها بالقول: وأنا متخرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .