في الوقت الذي أدى تهاوي أسعار النفط عالمياً، إلى خسائر فادحة للعديد من الدول العربية، أظهرت بيانات أن منطقة الأورو حققت فائضاً تجاريا أكبر من المتوقع في ديسمبر الماضي، حيث تعد أوروبا أحد أكبر مستورديه عالمياً، فضلا عن ارتفاع صادراتها بنسبة 8 بالمائة على أساس سنوي. وشهدت أسعار النفط تراجعأ كبيراً منذ شهر جوان الماضي، بنسبة بلغت 60 بالمائة حيث انخفض سعر البرميل من 115 دولاراً إلى أقل من 50 دولاراً، إلا أنه بدأ يشهد تحسناً ملحوظا خلال الأيام الماضية حيث وصل إلى أكثر من 60 دولاراً. وقال مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي، في بيان نقلته وكالة رويترز ، إن الفائض التجاري للمنطقة التي تضم 18 دولة، بلغ 24.3 مليار أورو (27.6 مليار دولار)، ما يقرب من مثلي المحقق في نفس الشهر من عام 2013، الذي سجل 13.6 مليار أورو (15.5 مليار دولار) أورو. وزادت الصادرات الأوروبية في 2014 بأكملها بنسبة 2 بالمائة، مقارنة مع 2013، في حين استقرت الواردات. وتظهر البيانات الأوروبية أن أغلب التحسن في الميزان التجاري، يرجع إلى الانخفاض الحاد في العجز في تجارة الطاقة، بفضل انهيار أسعار النفط. وقال مكتب الإحصاءات، إن العجز في تجارة الطاقة في الأحد عشر شهراً الأولى من العام الماضي، انخفض إلى 256.7 مليار أورو من 292.5 ملياراً في الفترة المقابلة من 2013. وتكبدت الدول العربية المنتجة للنفط خسائر فادحة بسبب تهاوي الأسعار، وذكرت وكالة ستاندرد آند بور للتصنيف الائتماني العالمية، في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن انخفاض أسعار النفط سيدفع السعودية وعمان والبحرين والإمارات، إلى تسجيل عجز في موازناتها خلال العام الجاري، وعلى مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. من جانبه قال وزير النفط الكويتي علي العمير أمس، إن التحسن الحالي لأسعار النفط هو أمر إيجابي جدا، معربا عن أمله في مزيد من التحسن.