السلطات تتجاهل نداءات أزيد من 150 عائلة عالقة في أكواخ الموت منذ الاستقلال إرهاب الطرقات تحوّل إلى هاجس يومي يتربّص بأزيد من 150 عائلة تسكن في أحواش مزرعة (فيكيري)، فهي تعيش مع الموت جنبا إلى جنب رغم محاولاتها الحثيثة والمتواصلة لإبلاغ ندائها إلى السلطات المحلّية التي تتجاهل في كلّ مرّة صرخات أطفال عالقين في طرقات حجوط. مليكة حراث لم يبق في وسع عدّة عائلات تقطن بمزرعة (فيكيري) تحمّل المزيد من تداعيات الغياب التام للمشاريع التنموية في مقدّمتها وضعية المسالك والطرق اغير المهيّأة، ممّا دفعها إلى رفع شكاوى عديدة إلى المسؤولين، فما يشدّ انتباه الزائر ولأوّل مرّة للمنطقة هي الحالة المزرية التي تشهدها معظم إن لم نقل كلّ الطرق بالبلدية، والغريب في الأمر أن مصالح البلدية وبشهادة الكثيرين ممّن تحدّثوا إلينا لم تقم بتهيئة مسالك وطرقات الأحواش المتواجدة بالبلدية منذ الاستقلال، ناهيك عن ظاهرة حوادث المرور التي تشهد تزايدا وأرجعها السكّان إلى غياب الممهّلات، بالإضافة إلى حالة الطرقات التي تزداد سوءا عند تهاطل الأمطار، متحوّلة بذلك إلى مجاري مائية وأوحال تصعّب وبشدّة حركة السير، سواء للرّاجلين الذين ضاقوا ذرعا بما آلت إليه مجمل الطرقات، خاصّة حي (فيكيري) وغيره من الأحياء التي تتواجد على مستوى المنطقة. * التهميش والعزلة عنوانهم ما زاد الطين بلّة هو انعدام الإنارة العمومية في مختلف الأحياء كحي (زيان) والحي المذكور، هذه الوضعية أرهقت كاهل السكّان صغيرا وكبيرا، فقد عزلتهم بصفة شاملة. وقد ركّز السيّد عزّ الدين على اللاّ مبالاة التي يفرضها المسؤولون على السكّان، وفي هذا السياق أكّد العديد من قاطني المزرعة وشباب المنطقة على ضرورة تدخّل الوالي المنتدب للضغط على السلطات المحلّية لتهيئة الطرق والمسالك الداخلية للأحواش التي بات قاطنوها يتخبّطون في الأوحال والمتضرّر الأكبر هم الأطفال المتمدرسون الذين يجبرون على انتعال الأحذية البلاستيكة من أجل العبور. * أطفال ومُسنّون ضحايا إرهاب الطريق يشتكي سكّان مزرعة (فيكيري الطاهر) بطريق تيبازة بحجّوط والبالغ عددهم أزيد من 150 عائلة من الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشونها جرّاء غياب أدنى شروط العيش الكريم بالحي، خصوصا فيما يخص مشكل انعدام الممرّ العلوي والممهّلات، الأمر الذي أرّق يومياتهم. حيث أعرب هؤلاء عن تذمّرهم الشديد من سياسة التجاهل والعزلة المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلّية التي تدير ظهرها لانشغالاتهم، سيّما غياب الممهّلات، الوضع الذي انجرّ عنه حصد العديد منهم، خصوصا الأطفال المتمدرسين وكبار السنّ الذين راحوا ضحية إرهاب الطريق السريع الرّابط بين حجّوط والناظور إلى درجة أن هذا الطريق أصبح يلقّب بطريق الموت نظرا لتصاعد الوفيات دون أن تتدخّل الجهات المعنية لوضع حدّ أو التخفيف من خطر وشبح الطريق الذي بات يهدّد راحتهم وأمنهم. وفي السياق نفسه يطالب هؤلاء بالتدخّل العاجل للسلطات المحلّية لإنقاذ أرواح الأبرياء من الموت تحت عجلات المركبات التي سحقت المئات منذ إقامتهم في المزرعة المذكورة. * منحرفون يحوّلون المزرعة إلى كولومبيا من جهة أخرى، تطرّق السكّان إلى مشكل غياب المشاريع التنموية على مستوى ذات المزرعة التي تغيب فيها أدنى شروط المعيشة الكريمة وحوّلت حياتهم إلى جحيم، بدءا باهتراء الطرقات التي تعرف حالة متدهورة داخل الحوش، إضافة إلى غياب المرافق الضرورية، خاصّة تلك الموجّهة منها للشباب كقاعات الأنترنت والملاعب الجوارية والمراكز الثقافية، والتي من شأنها فكّ العزلة عنهم وقضاء وقت الفراغ الذي أصبح هاجسهم اليومي، ناهيك عن غياب المؤسسات التربوية، مركز صحّي والمسجد وغيرها من المرافق أو حتى دكان للمواد الغذائية وما شابه ذلك، الأمر الذي يجبرهم على التنقّل إلى مقرّ البلدية من أجل اقتناء كلّ شيء، ناهيك عن أن العلاج حقّ. وفي خضّم كلّ هذه النقائص جدّد سكّان مزرعة (فيكيري) بحجّوط مطالبهم للسلطات المعنية من أجل انتشالهم من خطر الموت الذي يحدق بهم جرّاء انعدام الممرّ العلوي والممهّلات. كما طالب هؤلاء المواطنون السلطات بالقيامه بإطلاق مشاريع تنموية من شأنها أن تعيد الاعتبار للحيّ، على غرار توفير المرافق الضرورية وتزفيت الطرقات داخل الحوش، خاصّة الذي يغرق في الأوحال في فصل الشتاء أمّا في فصل الصيف فيتحوّل إلى أتربة تتطاير منه الغبار.