أعربت جمعيات حقوقية عن قلقها، بعد أن أصدرت محكمة الجنايات لمدينة سلا حكمًا بالسجن لسنتين في حق الطفل أسامة الشعرة، بينما أدانت نفس المحكمة والد الطفل بخمس سنوات سجنًا نافذًا بتهمة "الإرهاب والانضمام إلى تنظيم إرهابي محظور يشكل خطرًا على الأمن الوطني". لكن جمعية نجوم الشمال لكرة القدم بمدينة طنجة، التي يلعب في صفوفها أسامة الشعرة، نفت خبر الحكم عليه بالسجن، وقالت: إنه لا علم لها بالحكم مشيرة إلى أن الفتى لا مسؤولية عليه في السفر للقتال في سوريا. وقالت الجمعية الرياضية، التي تتبنى أسامة الشعرة منذ عودته من سوريا: إن الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام المغربية "عار عن الصحة"، وبررت ذلك بكونه لا يزال يمارس رياضة كرة القدم مع فريق نجوم الشمال ونشرت فيديو كدليل على ذلك، معتبرة الأمر "إشاعات فارغة". وأدانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب في محكمة الاستئناف بسلا يوم الخميس 5 مارس ، كلًّا من "أسامة الصغير" ووالده أحمد الشعرة الملقب ب "أبو حمزة المغربي" بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي في سوريا، وحكمت على والده غيابيًّا بخمس سنوات سجنًا نافذًا.وكان أسامة الشعرة الذي يلقب بأصغر مقاتل في صفوف داعش، وهو من مواليد سنة 1999 مناصرًا لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم وحريصًا على حضور مبارياته رفقة زملائه في الحي والمدرسة، لكن والده سرعان ما دعاه للالتحاق بسوريا في مهمة إنسانية تجندت لها أسرة الشعرة بكاملها، بعد أن اقتنع رب الأسرة بإغراءات شخص هيأ له ظروف السفر إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد. والتحقت الأسرة الصغيرة بتركيا وعبرت الحدود صوب سوريا، وتناقلت وسائل الإعلام صورة الطفل أسامة وهو يحمل رشاشًا من نوع "كلاشنيكوف" مما استنفر الأجهزة الأمنية في المغرب، التي تمكنت من استعادة الفتى وإنقاذه من المد المتطرف بعد أن استقطبه تنظيم الدولة الإسلامية وتسجيله في نادٍ لكرة القدم في مدينة طنجة، يدعى "نجوم الشمال" وحمل شارة العمادة وتحول في ظرف قصير إلى صانع ألعاب، قبل أن يتم اعتقاله وإحالته على العدالة. وكان أسامة الشعرة قد غادر مقعده في المدرسة الابتدائية، ليلتحق بأبيه وشقيقه الأكبر، وعرف عنه قبل السفر إلى سوريا حضوره في أغلب الحركات الاحتجاجية وفي الحراك العربي في نسخته المغربية ضمن حركة 20 فبراير، كما شارك في وقفات احتجاجية نظمتها أسر السلفيين الجهاديين بالرباط أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان.