نددت فلورة بوبرغوت، رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين (البركة)، بعدم وجود سيّارات خاصة بالفئة المعاقة في الصالون الدولي للسيّارات في طبعته ال 18، معتبرة أن هذا التناسي هو تهميش لهذه الفئة، وقالت إنه (سابقة خطيرة من نوعها) في حق المعاقين. تأسفت فلورة في تصريح ل(أخبار اليوم) أمس لانعدام السيّارات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الطبعة من الصالون، وهو الانشغال الذي طرحته نيابة عن المعاقين الذين عبروا عن رغبتهم في اقتناء سيّارة، مشيرة إلى أن إعادة تهيئة سيّارة عادية لتتماشى مع الوضع الصحي للمعاق تتطلب مبالغ باهظة، وهو ما يضاعف من مصاريف هذه الشريحة التي هي في غنى عنها، آملة في هذا الإطار أن يأخذ القائمون على الصالون هذا المطلب محمل الجد في الطبعة القادمة. وفي هذا الإطار، دعت، فلورة الجهات المنظمة لصالون السيّارات من جمعية وكلاء السيّارات ووزارة الصناعة بالتنسيق مع وزارتي المالية والتجارة إلى توفير مركبات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة في الطبعة المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الشريحة تدفع تكاليف باهظة من أجل إعادة تهيئة سيّارة حسب وضعها الصحي، وهو الأمر الذي يضاعف من معاناتها. وأوضحت فلورة بوبرغوت أن مشاركتها في الصالون تأتي تجسيدا للرسالة التي تناضل في كل مرة من أجل إيصالها إلى الراغبين في اقتناء السيّارات، وكذا مستعملي الطريق، وعلى وجه الخصوص الشباب، خاصة وأن هذه التظاهرة تستقطب أعدادا هائلة من الجمهور العريض التوّاق إلى الاطّلاع على آخر التصاميم التي يقدّمها وكلاء السيّارات المشاركين في هذه التظاهرة. وفي ردها عن النصيحة التي يمكن أن توجهها للشباب الشغوف لاقتناء سيّارات جديدة خلال المعرض قالت فلورة إنه لابد من احترام قانون المرور للتقليل من حوادث الطريق التي أصبحت السبب الرئيسي في الوفيات في الجزائر، حيث باتت تحصد أرواحا لا تعد يوميا، وهو ما تسبب للعديد من العائلات الجزائرية في أحزان وآلام، كما أنها أصبحت تحصي معاقين زادوا من معاناتها، مشيرة إلى أن ذلك يشكل عبئا ثقيلا عليها وعلى خزينة الدولة، مضيفة أن السيّارة تبقى مجرد وسيلة للنقل ويجب ألا تكون السبب في تلك المآسي وعوضا أن تسهل عليهم الأمور تصبح الوسيلة لحفر قبورهم. وتطرقت رئيسة جمعية (البركة) إلى مختلف الأسباب التي رفعت من معدل حوادث المرور في الجزائر، والتي يأتي في مقدمتها العامل البشري بنسبة 90 بالمائة -على حد تنعبيرها- لتعود النسبة المتقية -حسبها- إلى الوضعية السيئة للطرقات وانعدام إشارات المرور والإضاءة، وكذا الممهلات العشوائية وغير المطابقة للمعايير الدولية التي تعيق الحركة المرورية وتؤثر سلبا على ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تنقلهم في السيّارات. للإشارة، تشارك الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين (البركة) ككل سنة في الطبعة ال 18 للصالون الدولي للسيّارات الذي يحتضنه قصر المعارض خلال هذه الأيام، في مبادرة تسعى من خلالها إلى تواجد فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف التظاهرات والتحسيس بإرهاب الطرقات الذي يخلف في كلّ مرّة أعدادا كبيرة من الضحايا، سواء بالموت أو التسبب لهم في إعاقات مستديمة وتبدأ إثر ذلك رحلتهم المرة مع العذاب والمعاناة. وخلال الجولة التي قادت (أخبار اليوم) إلى صالون السيّارات في طبعته ال 18 توجهنا إلى الجناح الذي خصص للجمعية، حيث لفت انتباهنا التوافد الكبير للزوار على الجناح للاستفسار ولمشاهدة الصور التي تعرضها، والتي تظهر حوادث مرور خطيرة، وكذا ممارسات يقوم بها بعض السائقين، والتي تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين. وتقوم جمعية (البركة) خلال الصالون بتوزيع مطويات تحسيسية تتضمّن نصائح تعليمية للسلامة المرورية وتعليق صور لحوادث مؤلمة، بالإضافة إلى تعليق إشارات المرور، لا سيّما التحذيرية منها والتنبيهية، والتي قالت إنه لابد من توزيعها على الشباب بالخصوص المهتمّين بالاطّلاع على أحدث التكنولوجيات، خاصّة تلك المتعلّقة بالسرعة والقوة، والتي تحمل وراءها خطر الموت والإعاقة إن لم يتمّ استعمالها كما يجب ووفقا لما ينصّ عليه قانون المرور.