رغم أنها، ككل سنة، تُختار كشعار للصالون الدولي للسيارات، فإن التوعية المرورية بقيت شعارا فقط، لأنه بغض النظر عن بعض المحاولات والعمليات التي يقوم بها المجتمع المدني من أجل التوعية، فإن الحديث عنها يبقى قليلا جدا، وخير دليل على ذلك أنه ما عدا وكيل واحد أو اثنين، فإن السيارات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لم تعرض في الصالون. يبقى ذوو الاحتياجات الخاصة آخر اهتمامات الوكلاء المعتمدين للسيارات الذين رغم تأكيدهم، في كل مرة، على ضرورة التوعية حول السلامة المرورية لتخفيض حوادث المرور، إلا أن قلة قليلة منهم جلبوا سيارات خاصة بهذه الفئة، مثلما أكدته رئيسة جمعية البركة، السيدة فلورة بوبرغوت، التي أشارت، في تصريح ل''الخبر''، إلى أن ما عدا بيجو وشركة موريس غاراج الصينية، لم يعرض الوكلاء سيارات خاصة بالأشخاص المعاقين. هذا في الوقت الذي تفنن فيه الوكلاء في جلب سيارات جديدة أكثر قوة، وبمحركات تسمح بالوصول إلى سرعات كبيرة، والتي تتسبّب في أهم عوامل حوادث المرور التي تودي بحياة آلاف الجزائريين سنويا، وتخلف آلاف المعاقين على الطرقات. وأشارت السيدة فلورة إلى أنها وجمعيتها وجهت العديد من النداءات للوكلاء المعتمدين، من أجل الاهتمام أكثر بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وجلب سيارات مجهزة لهم. كما شدّدت السيدة فلورة على ضرورة قيام الجميع بحملات تحسيسية لفائدة السائقين، خاصة الشباب، من أجل التقليل من حوادث المرور ''فحبذا لو مع كل فاتورة، يتم تسليم دليل للسائق لتحسين قيادته''. وقامت جمعية البركة، بمناسبة الصالون الدولي للسيارات، بتوزيع العديد من الوثائق الخاصة بالتحسيس، والتي تحمل مجموعة من النصائح، خاصة للأطفال، حيث توزع الجمعية مجموعة منها على الأطفال، وستوسع العملية نحو المدارس. ووجهت السيدة فلورة العديد من الرسائل للمسؤولين، وعلى رأسهم وزير التربية ووزير النقل ووزير الأشغال العمومية، من أجل القيام بعمل فعال في مجال حماية المواطن والتحسيس حول حوادث المرور، ومنع الاستغلال العشوائي للطرقات، خاصة إدخال دروس حول السلامة المرورية في البرنامج الدراسي. مؤكدة أنها ستستمر في العمل حتى لا يحدث للآخرين ما حدث لها، بعد أن وجدت نفسها معاقة بسبب حادث مرور. مشيرة إلى أن الجميع لا بد أن يعمل معا من أجل تفادي الحوادث، وكذا التكفل أحسن بذوي الاحتياجات الخاصة. ويبقى تعاون الجميع، من وكلاء معتمدين وجمعيات وسلطات، وحتى المواطن، ضروريا من أجل التخفيف من حوادث المرور، وحتى لا يبقى هذا الموضوع مجرّد شعارات ترفع في كل مناسبة، بينما الطرقات لازالت تحصد آلاف الأرواح، وفي كل مرة نقدم الأرقام الخاصة بعدد السيارات التي تم استيرادها، ونتناسى عدد الحوادث المميتة المسجلة في كل مرة.