دعت رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين، فلورة بوبرغوت، الجهات المنظمة لصالون السيارات إلى توفير مركبات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة في الطبعة المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الشريحة تدفع تكاليف باهظة من أجل إعادة تهيئة سيارة حسب وضعها الصحي، وهو الأمر الذي يضاعف من معاناتها، معتبرة في ذات السياق الخطوة التي بادرت بها الدولة من خلال تنصيب مجلس وطني للمعاقين جد هامة ومن شأنها تغيير وضع هذه الفئة التي تعاني على جميع الأصعدة. شاركت الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين »البركة« وككل سنة في الطبعة السابعة عشر للصالون الدولي للسيّارات الذي يحتضنه قصر المعارض خلال هذه الأيام، في مبادرة تسعى من خلالها إلى تواجد فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف التظاهرات والتحسيس بإرهاب الطرقات الذي يخلف في كلّ مرّة أعدادا كبيرة من الضحايا، سواء بالموت أو التسبب لهم في إعاقات مستديمة، وتبدأ إثر ذلك رحلتهم المرة مع العذاب والمعاناة. ومن خلال الزيارة التي قامت بها »صوت الأحرار « إلى صالون السيارات، تقربنا من الجمعية التي كان الزوار يتوقفون أمام رواقها للاستفسار من جهة ومن جهة أخرى لمشاهدة الصور التي تعرضها والتي تظهر حوادث مرور خطيرة وكذا ممارسات يقوم بها بعض السائقين والتي تشكل خطر حقيقي على المواطنين، وفي هذا الإطار أوضحت فلورة بوبرغوت أن مشاركتها في الصالون تأتي تجسيدا للرسالة التي تناضل في كل مرة من أجل إيصالها إلى الراغبين في اقتناء السيّارات وكذا مستعملي الطريق، وعلى وجه الخصوص الشباب، خاصة وأن هذه التظاهرة تستقطب أعدادا هائلة من الجمهور العريض التوّاق للاطّلاع على آخر التصاميم التي يقدّمها وكلاء السيّارات المشاركين في هذه التظاهرة. وشدّدت فلورة على هؤلاء ضرورة احترام قانون المرور للتقليل من حوادث الطريق التي أصبحت السبب الرئيسي في الوفيات في الجزائر، حيث باتت تحص أرواحا لا تعد يوميا، وهو ما تسبب للعديد من العائلات الجزائرية في أحزان وآلام كما أنها أصبحت تحصي معاقين زادوا من معاناتها، مشيرة على أن ذلك يشكل عبئا كبيرا عليها وعلى خزينة الدولة، مضيفة أن السيارة تبقى مجرد وسيلة للنقل ولا يجب أن تكون السبب في تلك المآسي وعوضا أن تسهل عليهم الأمور تصبح الوسيلة لحفر قبورهم. وتقوم جمعية »البركة « بتوزيع مطويات تحسيسية تتضمّن نصائح تعليمية للسلامة المرورية وتعليق صور لحوادث مؤلمة، بالإضافة إلى تعليق إشارات المرور لا سيّما التحذيرية منها والتنبيهية، والتي قالت إنه لابد من توزيعها على الشباب بالخصوص المهتمّين بالاطّلاع على أحدث التكنولوجيات، خاصّة تلك المتعلّقة بالسرعة والقوة، والتي تحمل وراءها خطر الموت والإعاقة إن لم يتمّ استعمالها كما يجب ووفقا لما ينصّ عليه قانون المرور. وفي ذات السياق أعربت رئيسة الجمعية عن أسفها من انعدام السيارات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة في هذه الطبعة من الصالون، وهو الانشغال الذي طرحته نيابة عن المعاقين الذين عبروا عن رغبتهم في اقتناء سيارة، مشيرة إلى أن إعادة تهيئة سيارة عادية لتتماشى مع الوضع الصحي للمعاق تتطلب مبالغ باهظة وهو ما يضاعف من مصاريف هذه الشريحة التي هي في غنى عنها، آملة في هذا الإطار أن يأخذ القائمون على الصالون هذا المطلب محمل الجد في الطبعة القادمة. وعرجت بوبرغوت إلى مختلف الأسباب التي رفعت من معدل حوادث المرور في الجزائر، والتي يأتي في مقدمتها العامل البشري بنسبة 90 بالمائة، لتعود النسبة المتقية حسبها إلى الوضعية السيئة للطرقات، وانعدام إشارات المرور والإضاءة، وكذا الممهلات العشوائية وغير المطابقة للمعايير الدولية التي تعيق الحركة المرورية وتؤثر سلبا على ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تنقلهم في السيارات. وأكدت في ذات السياق أن وضعية المعاق في الجزائر ما تزال تراوح مكانها، حيث أن المشكل حسبها يعود إلى تطبيق القوانين الخاصة بهذه الفئة على أرض الواقع، والتي ستسمح لهم بالإندماج الفعلي في المجتمع، فمازال المعاق يعاني من البطالة والصعوبة في التنقل، وكذا المنحة التي تلبي احتياجاته، داعية السلطات المعنية إلى رفع هذه الأخيرة على مستوى الأجر القاعدي. كما ثمنت محدثتنا المبادرة التي قامت بها الدولة مؤخرا من خلال تنصيب مجلس وطني خاص بالمعاقين والذي من شأنه الإطلاع على واقع هذه الشريحة وتحسين ظروفها والمرافعة من أجل تجسيد حقوقها، موجهة في ذات السياق نداء على والي العاصمة بمراعاة المعاق في عملية التهيئة التي تعرفها مختلف الأرصفة والطرقات بالعاصمة. كما حثّت فلورة وزارة التربية على ضرورة إدراج الثقافة المرورية ضمن البرامج التربوية للتلاميذ بمختلف المستويات لأن طفل اليوم هو سائق الغد، ومن ثَمّ يتعيّن الاستثمار في الطفولة وغرس فيهم روح المواطنة وتلقينهم قانون المرور.