يعيش سكان المواقع القصديرية ببلدية برج الكيفان على أعصابهم جراء الأوضاع الكارثية التي يتخبطون فيها دون أن تجد استغاثتهم واحتجاجاتهم المتكررة أي صدى لدى المسؤولين المنتخبين أو المصالح الولائية لحد الساعة بالرغم من الوعود المتكررة في كل مناسبة ترحيل. مليكة حراث عبرت هذه العائلات خلال اتصالها ب (أخبار اليوم) أنها باتت حياتهم داخل تلك الإسطبلات بلا معنى وأنهم ضاقوا ذرعا نتيجة افتقار هذه الأخيرة لأدنى ظروف العيش الكريم تصارع شتى أنواع الذل والهوان فضلا عن مختلف الأمراض والأوبئة التي تهدد صحتهم وراحتهم مطالبين عبر صفحاتنا التدخل الفوري للسلطات الوصية على رأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ، لانتشالهم من بؤر الشقاء والوباء الذي يحاصرهم وهذا بتجسيد وعودهم على ارض الواقع بإدراجهم ضمن المستفيدين من سكنات اجتماعية تحفظ كرامتهم وتؤمّن لهم حياة طبيعية كباقي الجزائريين الذين ينعمون بحاة هادئة داخل جدران تقيهم الحرارة التي تلفح الوجوه صيفا ومياه الأمطار والأوحال شتاءا، وفي السياق ذاته دقت العائلات القاطنة بالمواقع القصديرية التابعة إقليميا لبلدية برج الكيفان بالعاصمة ناقوس الخطر من بينها حي الدوم والباخرة المحطمة وأحياء أخرى موزعة على مستوى ذات البلدية تعاني التهميش، تأويها جدران هشة وأسقف من الصفيح تُصارع أوضاع أقل ما يقال عنها مزرية جراء جملة النقائص المسجلة بمثل هذه السكنات التي بنيت بطريقة فوضوية. ووصف سكان الأحياء المذكورة في تصريح لهم ل (أخبار اليوم) أنهم يعيشون حالة متردية وحيوانية بحتة اضحت غير قابلة للإيواء نتيجة التدهور والقدم الذي يميزها بالاضافة الى افتقارها لأبسط ضروريات الحياة الكريمة التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، حيث تنعدم أهم الضروريات على غرار شبكة الماء الشروب وقنوات الصرف الصحي، ناهيك عن خطر إنزلاق التربة والهلاك تحت الأنقاض بسبب الأمطار وخطر الشرارات الكهربائية نظرا لتدلي الكوابل فوق رؤوسهم. وفي الصدد ذاته، أوضح قاطنو هذه المواقع جملة من المشاكل التي أثرت بالسلب على صحتهم وصحة أطفالهم كالأمراض الصدرية والتنفسية، الحساسية المفرطة الطفح الجلدي الذي اصاب غالبية الأطفال والرضع بعين المكان، وهذا بسبب الرطوبة العالية داخل منازلهم التي وصفوها بالقبور على -حد تعبيرهم-، حيث قالوا بأنها تتحول في فصل الصيف إلى فرن، أما الشتاء فهي عبارة (سيلون). انعدام مياه الشرب ضف إلى مشكل إنعدام متطلبات اخرى كالماء ما يجبر العائلات شراء صهاريج المياه للغسيل خوفا من عدم تعقيمها، حيث يدفعون مصاريف اضافية لاقتناء المياه المعدنية للشرب، ومازاد أمر العائلات تعقيدا هو غياب قنوات الصرف الصحي ما جعلهم يتخلصون من المياه القذرة بطريقة عشوائية تسببت في تعفن محيط حيهم الذي أصبح ملجأ وفضاء لمختلف الحشرات الضارة على غرار الجرذان وغيرها من الحشرات الأخرى فضلا عن انتشار الروائح الكريهة التي تعبق المكان تتقزز لها الأبدان وتسد الأنفاس. وأبدت العائلات تخوفها من خطر الشرارات الكهربائية التي باتت تتربص بهم جراء تلك الكوابل التي اضحت هاجس أرق راحتهم، حيث استطرد ممثل السكان (ح .س): أنه بالرغم من إطلاق العديد من النداءات والشكاوي إلى السلطات المحلية بشأن الخطر المتربص بهم، إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى هؤلاء المسؤولين، وأضاف غير مبالين بما نواجهه يوميا من مخاطر ومعاناة سيما المتمثلة في الصواعق الكهربائية التي تحدث كلما تساقطت الأمطار. أما عن خطر الاعتداءات اليومية والرعب الذي يسببه لهم المنحرفون فحدث ولا حرج على -حد تعبيرهم- ويحدث هذا في ظل غياب دوريات الأمن، رغم هذه المعاناة التي يتخبطون فيها، إلا أن هذه الأخيرة لم تتدخل لترحيلهم إلى سكنات لائقة والتي اصبحت حلما يراود السكان كونهم يعيشون على كف عفريت خصوصا في فصل الشتاء، حيث تتحول الى مسابح لمياه الأمطار الأمر الذي يجبرهم على قضاء ليالي بيضاء خوفا من إنهيارها فوق رؤوسهم بسبب إنزلاق التربة، التي حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي، وقد وصف هؤلاء خلال حديثهم تهميش السلطات بالإجحاف والظلم في حقهم مهددين في حال عدم إدراجهم في الكوطات المقبلة من عملية الترحيل سيخرج سكان المواقع المذكورة الى الشارع وقطع الطريق الرئيسي وشل الحركة عبر الطرق الرئيسية لإيصال أصواتهم للسلطات العليا في البلاد.