خلقنا الله في هذا الكون وقسم لنا الأرزاق، ميزنا بعقول وفرق الفصول، فصل نحتمل فيه الحرارة وفصل ينسينا الهموم وفصل يذكرنا بالفقير والمحروم، فصل يجعلنا ننشط من أجل رسم البسمة على وجوه من ضاقت بهم الحياة، وكف أيدي المحتاجين عن السؤال، ومساندة كل من لا يملك سندا، في محاولة لجعل المجتمع الجزائري صورة حية للمجتمع المسلم الذي يمثل في التراحم والتعاطف جسدا واحدا فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر. حسيبة موزاوي مع نهاية فصل الشتاء وموجة البرد اختتمت جمعية (دير الخير وانساه) حملة (حس بخوك المحتاج) وكانت ولاية البيض آخر محطة لها وحطت بها الرحال بتاريخ 29 مارس من السنة الجارية، ودامت الزيارة 3 أيام، ونشطت الجمعية خلال الحملة بتنظيم مساعدات وقوافل تضامنية طيلة فصل الشتاء، حيث تم تحضير قوافل تضامنية إلى المداشر والمناطق المعزولة لجميع الولايات وتضمنت أيضا هذه الحملة قفة شهرية بجميع مستلزماتها من مواد غذائية، وقد لقيت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من طرف المحسنين، مما سمح برفع الغبن عن المئات من العائلات الفقيرة. المساعدات تفك غبن مئات العائلات وقد نجحت في تحقيق هدفها والمتمثل في تغطية أكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة والمعزولة، فصور التضامن ليست بالغريبة على المجتمع الجزائري، فقد أثبتت التجارب والأحداث درجة إقبال الجزائري على مساعدة أخيه المحتاج في كثير من المناسبات بعد التبرعات المعتبرة التي تقدم بها عدد من المحسنين، حيث تم تغطية 100 عائلة في الخرجة الأولى والتي برمجت في 15 جانفي أين توجهت القافلة إلى ولاية الأغواط، كما تم تغطية 100 عائلة أخرى في الخرجة الثانية في 19 فيفري توجهت خلالها القافلة إلى ولاية تيارت ليودعوا هذه الحملة بتغطية 100 عائلة أخيرة لهذا الموسم بولاية البيض أين تم استقبال أعضاء المجموعة استقبالا تاريخيا، ما جعل الأعضاء يتحلون بعزيمة كبيرة وكان حلمهم الوحيد إيصال الأمانات إلى أهلها وافين بالعهد مع الله ومع أنفسهم ومع المحتاجين والمحسنين. فحملة (حس بخوك المحتاج) بينت مدى التفاعل القوي للمواطنين مع نداءات خاصة بأفراد آخرين يعيشون ظروفا مزرية ويواجهون مرارة العيش وذل الفقر والأمراض والنكبات، فكانت هذه المبادرة بمثابة وسيط خير بين المحسنين والمحتاجين في وطن عودنا دائما على العطاء والتكافل فكانت النتيجة مبهرة. المبادارات التطوعية تتواصل هي مبادرة ليست الأولى من نوعها تطلقها هذه الجمعية، فلا نغفل عن الدور الخيري المهم الذي تقوم به في مساعدة المحرومين من مختلف الفئات على طول العام، حيث باتت تعتمد هذه الجمعية كثيرا في إنجاح مشاريعها الخيرية وحملاتها التضامنية لفائدة المحتاجين على عدد من المنخرطين الشباب من الجامعيين الذين آمنوا برسالة هذا المنبر الجمعوي فانضموا في صفوفه يروجون لمشاريعه الخيرية التي تطلقها دوما جمعية (دير الخير وانساه) فأصبحوا لا يدخرون جهدا للإعلان والترويج لأي عمل خيري سواء في الساحات العمومية عن طريق الملصقات والمطويات وصولا إلى الإشهار للحملات التضامنية على صفحات التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) ليأتي المحسنون وناس الخير الذين أصبحوا يلبون نداء الواجب بعيدا عن كل أشكال المن، ويمدون يد العون من أجل إنجاح القوافل وإعطاء الدفع من أجل المواصلة، ليبقى هذا المنبر الجمعوي وبشهادة الجميع فضاء في خدمة كل محتاج ومنبرا لمد يد العون، فالعمل التطوعي يمثل ثقافة التعاون والتآزر التي يجب أن تبقى راسخة ومتأصلة في الشعب الجزائري، وتشكل هذه الثقافة محور رسالة الجمعية، والتي لن تدخر جهدا في نشرها والحرص على تجذيرها داخل المجتمع. ولكل من يريد الانخراط في التحسيس والتوعية لهذا الأمر، والمشاركة في أفعال الخير ما عليه إلا الاتصال على رقم الجمعية وهو كالآتي: 97 /60 /59/54/05