يحاول عدد غير قليل من الشبّان الجزائريين نسف الصورة النمطية التي ترسّخت في أذهان كثيرين حول ميلهم إلى الانحراف والآفات الاجتماعية من خلال حملات تطوّعية يقومون خلالها بمساعدة كثير من العائلات المحتاجة والأشخاص الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحياة، حملات أثبتت أن هناك جانبا مشرقا لشبابنا ينبغي تشجيعه والاقتداء به، وقد شكّل بعض الشباب مجموعات متخصّصة في العمل الخيري مثل مجموعة (دير الخير وانساه). بعيدا عن صورة الشباب الغارق في تعاطي المخدّرات وكلّ الموبقات، تعدّ مجموعة (دير الخير وانساه) من أبرز المجموعات الناشطة في الأعمال التطوعية من خلال قيامها بعدّة مبادرات، من بينها القافلة التضامنية التي نظّمتها يوم 19 فيفري 2015 إلى ولاية تيارت تحت شعار (حس بخوك المحتاج 2)، والتي جاءت بعد القافلة الأولى التي كانت إلى مدينة أفلو بالأغواط. وحملت هذه القافلة عدّة مساعدات إلى من يتضوّرون جوعا ويعانون بردا، وتمثّلت هذه المساعدات في 100 مدفأة، 100 قفّة، 100 فرن (طابونة)، 100 أفرشة وأكثر من 200 أعطية (كوات)، بالإضافة إلى كراسي متحرّكة وملابس للعائلات والأطفال. في ذات السياق، أبانت المجموعة عن تنظيم مُحكم خلال عملية توزيع هذه المساعدات على العائلات المحتاجة وكان هذا بعد الزيارة التفقّدية التي قام بها هؤلاء الشباب المحبّ للخير إلى هذه الولاية والتعرّف على أبسط متطلّباتهم، وذلك بوضع قوائم تحمل عيّنات للأشخاص المحتاجين. وفي جانب آخر، تقوم مجموعة (دير الخير وانساه) بعدّة أعمال تطوّعية كتنظيف المساجد كلّ يوم خميس بعد صلاة العشاء وتوزيع وجبات ساخنة وملابس دافئة على مَن جعلوا الشارع ملجأ لهم، بالإضافة إلى تنظيم حملات للتبرّع بالدم وزيارة المرضى والمُسنّين، أمّا خلال الشهر الفضيل فقد قامت المجموعة بتوزيع قفّة رمضان وإطعام عابري السبيل. للإشارة، تتكوّن هذه المجموعة من عدد من خيرة شباب الأمّة في مقتبل العمر، أغلبيتهم متمدرسون، يعملون كفريق متماسك محبّ للخير، جسّدت فيهم قيَم التأخي والتضامن، ورغم أن المجموعة لم يمض على تأسيسها سوى سنتين إلاّ أنها استطاعت أن تضع بصمتها في المجتمع، وهي بصمة إيجابية جدّا جعلتها تدخل سباق فعل الخير والبعد عن المنكر من أوسع أبوابه، وهي نموذج يمكن لشبّان الجزائر الاقتداء به.