ثلث الجماعات المسلحة باليمن أطفال أمهلت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن مليشيات الحوثي الموجودين في المدينة 3 أيام لتسليم أنفسهم، تزامناً مع مواصلة تحالف عاصفة الحزم الذي تقوده السعودية، وقام بعمليات قصف وصفت ب الأعنف في جنوب اليمن. وبث تلفزيون عدن الحكومي التابع للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، امس الجمعة، هذا التحذير في بيان لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، الموالية للرئيس، التي غير الرئيس عميدها قبل أيام. وبعد هذا التحذير بساعات قامت طائرات وبوارج دول عاصفة الحزم بقصف لقوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في عدن. وذكر سكان ومسؤولون محليون أن التحالف العربي استهدف صباح امس الجمعة مواقع للمتمردين الحوثيين في جنوب اليمن، بغارات هي الأعنف منذ بداية العملية العسكرية بقيادة السعودية في 26 مارس. وقال أحد سكان الضاحية الشمالية لكبرى مدن جنوب اليمن أن الغارات بدأت في عدن الخميس وكانت الأعنف منذ بدء عملية عاصفة الحزم . وأكد سكان آخرون أن الغارات استمرت لفترة طويلة من الليل واستهدفت خصوصا مقر بلدية دار سعد عند المدخل الشمالي لمدينة عدن. هذه التطورات تأتي في وقت أفادت فيه مصادر محلية بمحافظة عدن، أن مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح باتت تسيطر على قرابة 70 بالمائة من مدينة عدنجنوب اليمن. ويأتي ذلك في ظل معارك ضارية بين مسلحي الحوثي الذين اجتاحوا المدينة، ومقاتلي المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي. وتفيد مصادر في المدينة بأن الحوثيين نصبوا نقاط تفتيش في جميع مداخل عدن، ويقومون بالقبض على أي شخص بتهمة أنه داعشي تكفيري . وبحسب المصادر فإن نقاط الحوثي هناك ألقت القبض على 5 أشخاص على الأقل بينهم لاعب نادي محلي لكرة القدم. وواصلت مليشيات صالح والحوثي استهداف منازل السكان المدنيين في حي المعلا بعدن و القلوعة بقذائف الدبابات والهاون من منقطة العقبة . ثلث المقاتلين اطفال قالت الممثلة المقيمة لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن، جوليان هارنس، إن الأطفال في دولة اليمن التي تعتبر أفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، ينضمون للجماعات المسلحة مقابل أجر مادي زهيد ، مشيرة إلى أن الأطفال يشكلون تقريبا ثلث الجماعات المسلحة التي تحارب في اليمن. جاء ذلك في تصريحات أدلت بها المسؤولة الأممية ، التي أكدت فيها أن هناك العديد من الدوافع المالية والثقافية التي دفعت الأطفال في اليمن للمشاركة في الحرب التي تشهدها البلاد حاليا، بحسب قولها. ولفتت هارنس إلى أن مشاركة الأطفال في تلك الحرب، تبدو وكأنها شيء طبيعي في قطاعات كبيرة من المجتمع اليمني، مضيفة: فبعض هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عاما، وهناك من هم أصغر من هذا يتم إيقافهم عند نقاط التفتيش المختلفة. فحماية الأطفال المسلحين للعائلات والقبائل هناك أمر طبيعي. حتى إن بعض موظفي الدولة الذين تعرفت عليهم في العديد من المؤسسات والوزرات المختلفة أكدوا لي أن آباءهم دربوهم على كيفية استخدام الأسلحة وهم في سن الثامنة . وشددت المسؤولة الأممية على أن انضمام الأطفال للجماعات المسلحة في اليمن أمر غير صائب، مهما كانت الدوافع التي تقف وراء ذلك ، موضحة أن اليمن باتت تسيطر عليها حاليا حالة كبيرة من الحزن العميق والفزع، على حد تعبيرها. وأفادت هارنس أن حروب الشوارع ما زالت مستمرة في مدن عدن وصنعاء وصعدة، وأن الناس يشعرون بقلق بالغ هناك، خوفا من المستقبل الغامض الذي ينتظر البلاد، وأضافت: اليمن تعاني وضعا صعبا للغاية منذ عامين. وكانت على وشك أن تتغلب على ذلك، وبدا في الأفق أمل لحل الأزمات التي تواجهها. لكن الآن تبدل الحال، وأصبح الجميع قلقين من الأوضاع التي ستؤول إليها البلاد مستقبلا . وأوضحت أن العديد من المدارس في اليمن تعرضت لأضرار بالغة جراء الغارات الجوية التي تشنها الدول المشاركة في عاصفة الحزم على معاقل الحوثيين، مشيرة إلى قيام بعض المسلحين باستخدام المدارس مقرات لهم، مستطردة بقولها: مليون طفل يمني تقريبا لا يذهبون للمدارس منذ ال19 من مارس الماضي وحتى الآن ، مناشدة كافة الأطراف داخل البلاد وخارجها بعدم استهداف المدارس والمستشفيات والمدنيين في تلك الاشتباكات.