سيّارات مفخخة لتفجير (البُنى) التحتية للسعودية * في مؤشّر على خطورة التهديدات التي تحدّثت عنها أجهزة الأمن السعودية الأسبوع الماضي، كشفت وزارة الداخلية في المملكة عن وجود مخطّط كبير لاستهداف منشآت تجارية واقتصادية مهمّة في البلاد. في وقت تقود فيه السعودية عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبداللّه صالح، تواجه المملكة تحدّيات أمنية داخلية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات شيعية تتّهم بالارتباط بإيران. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أنه تمّ القبض على المتّهم بإطلاق نار على دورية أمنية شرق الرياض يوم 8 أفريل الجاري، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديين آنذاك، إضافة إلى ضبط 7 سيّارات تمّ تفخيخ 3 منها خلال القبض عليه. ويعدّ هذا ثاني حادث يتمّ الكشف عن هوية مرتكبيه من بين 3 هجمات استهدفت دوريات شرطة في الرياض خلال الأسابيع الماضية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي قوله إن (الجهات الأمنية تمكنت من القبض على أحد المشتبه بتورطهم في هذه الجريمة النكراء وهو المواطن يزيد بن محمد عبد الرحمن أبو نيان، البالغ من العمر 23 عاما، بعد مداهمة مكان اختبائه بإحدى المزارع بمركز العويند بمحافظة حريملاء (وسط)، وأشار إلى أنه بالتحقيق معه ومواجهته بما توفر ضده من قرائن، أقر بأنه هو من قام بإطلاق النار على دورية الأمن، وقتلِ قائدها وزميله، امتثالا لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم (الدولة الإسلامية) في سوريا، وُجّهَ فيها بالبقاء في الداخل، للاستفادة من خبراته في استخدام الأسلحة، وصناعة العبوات الناسفة والتفخيخ، وصناعة كواتم الصوت، لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. ويرى مراقبون أن عدد السيارات التي فخخت يشير إلى جدية التنظيم في استهداف المصالح السعودية، مستغلاً الانشغال العربي والعالمي بالحرب على الحوثيين والقوات العسكرية المؤيدة لهم في اليمن. وكشف المتحدث عن ضبط 7 سيارات 3 منها كانت في مراحل التشريك (التفخيخ) إضافة إلى مادة يشتبه في أنها من المواد المتفجرة وأدوات تستخدم في أغراض التفخيخ، ومبالغ مالية. وأشار المتحدث الأمني إلى أن المتهم قام في يوم الاثنين 6 افري الجاري (قبل تنفيذ الهجوم بيومين) وبتنسيق مع عناصر التنظيم في سوريا، بمقابلة شخص في أحد المواقع شرق مدينة الرياض، ادعى أنه لا يعرف عن ذلك الشخص سوى أن اسمه (برجس). * لهجة مغاربية! كما تمكنت الجهات الأمنية من تحديد من يدعى (برجس) الذي أخفى هويته عن شريكة المذكور باستخدامه اسماً مستعارا وتعمده الحديث بلهجة مغاربية إمعاناً منه في التضليل، وتبيّن أنه المواطن نواف بن شريف بن سمير العنزي وهو من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية. ودعت وزارة الداخلية المطلوب العنزي للرجوع إلى الحق وتسليم نفسه. وأشارت إلى أنها قامت بتخصيص مكافأة مالية مقدارها مليون ريال سعودي (270 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه. وقالت وزارة الداخلية إنه سيتم الإعلان في الأيام القادمة عن مجموعة من الوقائع الأمنية التي جرى ضبطها وإفشال ما كان يخطط له من ورائها. وسبق أن أعلنت السلطات السعودية في 8 مارس الماضي عن تعرض ضابط أمن سعودي لإطلاق نار من مجهول بالقرب من المنزل الذي يقيم فيه في الرياض، تم نقله على إثر الهجوم للمستشفى دون أن تبيّن حالته (لم يتم اعتقال المهاجمين). وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن وقوف تنظيم (الدولة) خلف إحدى العمليات الثلاث التي استهدفت دوريات شرطة في الرياض خلال الأسابيع الماضية.