عاصمتان عربيتان في قفص الاتهام* أكد نفي السلطات السعودية لما تردد من إشاعات عن توتر العلاقات بين الرياضوالجزائر وجود جهات (بغيضة) تحول تسميم علاقات البلدين، ونشر الفتنة بينهما، باستغلال أمور جزئية، وهي الجهات التي تغذي تحركاتها أهداف مشبوهة وغايات مكشوفة. ويرى متتبعون أن عاصمتين عربيتين، إحداهما معروفة بعداء نظامها الشديد للجزائر، تكونان وراء محاولة الصيد القذر في مياه علاقات بلادنا بشقيقتها السعودية، بواسطة نشر الإشاعات عبر وسائل إعلامها بوجود خلاف مزعوم وأزمة دبلوماسية غير معلنة بين الجزائر والسعودية. وقالت مصادر ل(أخبار اليوم) أن العاصمة العربية الأخرى لم يعجبها موقف الجزائر من الضربة العسكرية الموجهة للحوثيين باليمن تحت مسمى (عاصفة الحزم)، فراحت تنسب انزعاجها عبر أبواقها، للمملكة السعودية التي كانت أكثر احتراما للموقف الجزائري، رغم تحفظها عليه. كما يشير متتبعون إلى أن بعض الجهات التغريبية في داخل الجزائر تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى العمل على عزل الجزائر عن محيطها العربي، ولذلك حاولت الاستثمار في تلك الإشاعات المغرضة لصناعة فجوة في العلاقات بين بلادنا ونظيرها السعودية. وبعد أن سارعت الجزائر إلى نفي تلك الإشاعات السخيفة، هاهي المملكة العربية السعودية، تفند ما تردد عن توتر العلاقات بين البلدين، مؤكدة بأن (العلاقات بين البلدين الشقيقين في وضعيتها الطبيعية والجيدة). وأشارت سفارة المملكة السعودية بالجزائر في بيان لها إلى أنه لا صحة للمعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام والتي تحدثت عن خلافات بين البلدين على خلفية مشاكل صاحبت عملية إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في اليمن، وقال البيان (لاحظت السفارة السعودية في الجزائر أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية نشرت مزاعم بأن السلطات السعودية منعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من دخول المجال الجوي السعودي في طريقها إلى المجال اليمني لإجلاء الرعايا الجزائريين ورعايا دول أخرى من اليمن). وحرصت السفارة السعودية على نفي المعلومات، واستدلت بالتصريح الذي أدلى بها الناطق باسم الخارجية بتاريخ الثامن أفريل الجاري، الذي نفى بدوره هذه المزاعم ووصف الحديث عن سوء تفاهم مع السعودية بأنه (أمر عارٍ من الصحة)، مؤكدة بأن العلاقات بين البلدين (متينة ومتجذرة ومتميزة)، وهي في (تطور دائم ومستمر). وقالت السفارة أن السلطات السعودية استجابت سريعا مع طلب السلطات الجزائرية، منحها تصريح لتسيير رحلة لإجلاء الرعايا الجزائريين من اليمن. كما ردت سفارة المملكة على معلومات تفيد برفض السلطات السعودية منح الخطوط الجوية الجزائرية تصريح لتسيير رحلات إضافية إلى المملكة لنقل بعض المعتمرين الجزائريين الذين تأخرت عودتهم إلى الجزائر، وأوضحت السفارة (أنه لم يحدث أن رفضت السلطات السعودية منح الخطوط الجوية الجزائرية تصاريح لتسيير رحلات إضافية لإعادة المعتمرين). وكانت وسائل إعلام أشارت إلى خلافات بين الجزائر والسعودية، ونقلت عن قائد الطائرة الذي تولى إجلاء 160 جزائرياً من العاصمة اليمنية حديثه عن مشاعر عداء من سعوديين تجاه الجزائر، التي رفضت المشاركة في (عاصفة الحزم). وكان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، قد نفى في وقت سابق وجود (سوء تفاهم) مع المملكة. وقال بأن العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية (متينة ومتجذرة ومتميزة) وهي في (تطور دائم ومستمر). وذالك بعد تداول معلومات عبر وسائل إعلام مختلفة، عقب عملية إجلاء الرعايا الجزائريين وآخرين من بلدان عربية مختلفة، تفيد بأن العملية تمت بصعوبة بسبب معوقات من قبل الحكومة السعودية، حيث كانت الجزائر أجلت 160 جزائري وطاقم سفارتها بصنعاء وعددا من الرعايا العرب بينهم تونسيون وموريتانيون. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن (كل ما في الأمر أن الطائرة الجزائرية كان قد أصابها عطل تم إصلاحه بعين المكان، كما طرأت ظروف مناخية صعبة (عاصفة رملية) حالت دون إقلاع الطائرة باتجاه صنعاء رغم حصولها على كل الترخيصات اللازمة ثلاث مرات متتالية)، معللا بالقول إن (هذه الظروف المناخية هي نفسها التي أدت إلى تأخر عمليات الإجلاء التي قامت بها دول أخرى). وأفاد بن علي الشريف بأن (التواصل والتنسيق كان دائما ومستمرا بين وزارتي شؤون خارجية البلدين على أعلى مستوى، وأن علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية هي أمتن اليوم مما كانت عليه بالأمس). وقال إن الحديث عن سوء تفاهم هو (أمر عار من الصحة تماما، لأن عملية إجلاء مواطنينا من اليمن تمت بتنسيق كامل وتفاهم بين الجزائر والسعودية وبقية الدول المعنية).