أكدت وزارة الشؤون الخارجية، الأربعاء، على لسان ناطقها الرسمي، أن العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية "متينة ومتجذرة ومتميزة" وهي في "تطور دائم ومستمر". في رده عن سؤال، حول ما تداولته بعض وسائل الإعلام الوطنية، بشأن "سوء تفاهم" بين الجزائر والمملكة العربية السعودية بمناسبة عملية إجلاء الرعايا الجزائريين من اليمن، أكد الناطق الرسمي بإسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، أن العلاقات التي تجمع الجزائر بالمملكة العربية السعودية "متينة ومتجذرة ومتميزة وهي في تطور دائم ومستمر"، واعتبر الحديث عن سوء تفاهم هو أمر "عار من الصحة تماما "، لأن عملية إجلاء مواطنينا من اليمن تمت بتنسيق كامل وتفاهم بين الجزائر والسعودية و بقية الدول المعنية. وقال بن علي الشريف، إن كل ما في الأمر أن الطائرة الجزائرية كان "قد أصابها عطل تم إصلاحه بعين المكان" كما طرأت ظروف مناخية صعبة "عاصفة رملية"، حالت دون إقلاع الطائرة باتجاه صنعاء رغم حصولها على كل الترخيصات اللازمة ثلاث مرات متتالية. وفد جزائري بالمملكة لمناقشة الموقف السعودي شكل قرار السلطات السعودية، بمنع تحليق الطائرة الجزائرية المتوجهة إلى اليمن فوق أجواء المملكة، "تشنجا" في العلاقات بين البلدين، ويتوقع محللون أن يلقى الملف مزيدا من "التشنج" رغم إسراع الطرف الجزائري إلى التطمين على أن الموضوع "لا يخرج" عن إطاره العادي. وقالت مصادر، تحدثت ل " الجزائر الجديدة"، إن وفدا عن وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الدينية وشركة الخطوط الجوية الجزائرية، قد حل بالمملكة العربية السعودية، خلال اليومين الماضيين، لمناقشة العديد من النقاط، أبرزها " قرار المنع"، إلى جانب التحضير لموسم الحج المقبل . وكان الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف، قد فند أول أمس، صحة هذه المعلومات، قائلا إنه تمت برمجة 8 رحلات إلى جدة والرياض، فيما تم إجلاء المعتمرين الجزائريين بالاتفاق مع شركات أجنبية، وأوضح أنه "لم تلغ" كل الرحلات، بل ألغي عدد منها، بسبب منع الطائرات الجزائرية من عبور المجال الجوي السعودي باتجاه هذه الدول، فيما أكدت المشرفة على قسم الحجوزات أن الرحلات نحو السعودية قد "ألغيت في الوقت الحالي". من جهته قال شريف مناصرة نائب رئيس وكالات السفر، إن هناك نقصا في طائرات الخطوط الجوية الجزائرية التي تشتغل على هذا الخط، وأنه "لا يتوقع" وجود أزمة دبلوماسية بين السعودية والجزائر. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية، قد نفت رسميا، وجود أي سوء تفاهم بين الجزائر والمملكة العربية السعودية مثلما أشارت إليه تقارير إعلامية متداولة. وقال الناطق باسم الخارجية، بن علي شريف على هامش منتدى دولي حول موضوع "التحضير لندوة 2015 لدراسة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية" بفندق الشيراطون بالجزائر العاصمة، إن العلاقة التي تربط الجزائر بالرياض هي علاقة جيدة و لا يوجد فيها أي سوء تفاهم. قائد الطائرة الجزائرية: منعنا من التحليق فوق الأجواء السعودية أكد قائد طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، مراد لعموري، صحة المعطيات التي تداولتها وسائل إعلام، بخصوص الصعوبات التي واجهتها الطائرة الجزائرية التي توجهت نحو العاصمة اليمنية لإجلاء الرعايا الجزائريين وعدد من العرب بعد تدهور أوضاعهم. وقال الطيار الجزائري، في تصريح إعلامي نقلته مواقع الإلكترونية أمس، إنه قبيل خمس دقائق من وصولهم إلى مطار جدة، تلقى طاقم الطائرة اتصالا عبر جهاز الراديو من برج المراقبة بمطار جدة ، منعوا فيه من التحليق فوق المجال الجوي السعودي، وتابع يقول، إنه "لم يتلق" من قبل أي تعليمات من هذا القبيل. وأكد قائد الطائرة الجزائرية، أنه "حاول" رفقة طاقمه إقناع المشرفين على مراقبة المجال الجوي السعودي بأنهم يحوزون على الموافقة من أجل الهبوط بمطار " جدة "، وأشار المتحدث إلى أنه كان من المستحيل عليهم العودة وهو ما دفعهم إلى البقاء محلقين فوق المجال إلى غاية الرد عليهم من السلطات المعنية، وأوضح لعموري أن الرحلة "كانت صعبة جدا" كما أن الخوف سيطر عليهم طيلة الرحلة وكان من الصعب عليهم إلهاء المسافرين بأي طريقة.