السعودية تنفي وجود أي توتر في العلاقات مع الجزائر المملكة لم يسبق لها رفض منح تصاريح إضافية لنقل المعتمرين نفت السفارة السعودية بالجزائر، ما تردد عن توتر العلاقات بين البلدين، وذلك أيام قليلة بعد التصريح الذي صدر عن الناطق باسم الخارجية الجزائرية، والذي اعتبر أن "الحديث عن سوء تفاهم بين البلدين أمر عار من الصحة"، وحرصت سفارة المملكة العربية السعودية في بيان أصدرته أمس، على نفي «مزاعم» تشير إلى وجود توتر في العلاقات بين المملكة السعودية والجزائر، وأكدت على أن «العلاقات بين البلدين الشقيقين في وضعيتها الطبيعية والجيدة». وأشار البيان إلى المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية والتي تحدثت عن خلافات بين البلدين على خلفية مشاكل صاحبت عملية إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في اليمن، وقال البيان «لاحظت السفارة السعودية في الجزائر أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية نشرت مزاعم بان السلطات السعودية منعت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية من دخول المجال الجوي السعودي في طريقها إلى المجال اليمني لإجلاء الرعايا الجزائريين ورعايا دول أخرى من اليمن»، وحرصت على نفى المعلومات، واستدلت بالتصريح الذي أدلى بها الناطق باسم الخارجية بتاريخ الثامن افريل الجاري، الذي نفى بدوره هذه المزاعم. وقالت سفارة السعودية بهذا الخصوص «تود السفارة السعودية في الجزائر أن تؤكد على ما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية الذي أدلى بتصريح والذي ينفي فيه هذه المزاعم»، وأكدت السفارة على أن السلطات السعودية استجابت سريعا مع طلب السلطات الجزائرية، منحها تصريح لتسيير رحلة لإجلاء الرعايا الجزائريين من اليمن. وقالت السلطات السعودية، في أول تعقيب لها على ما تردد بشان توتر العلاقات بين البلدين، بأنها تعاملت مع السلطات الجزائرية وفق العلاقات الأخوية والمتينة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين وهو ما أثمر عن نجاح رحلة الإخلاء وعودة المواطنين الجزائريين إلى بلدهم. كما ردت سفارة المملكة على معلومات تفيد برفض السلطات السعودية منح الخطوط الجوية الجزائرية تصريح لتسيير رحلات إضافية إلى المملكة لنقل بعض المعتمرين الجزائريين الذين تأخرت عودتهم إلى الجزائر، وأوضحت السفارة «انه لم يحدث أن رفضت السلطات السعودية منح الخطوط الجوية الجزائرية تصاريح لتسيير رحلات إضافية لإعادة المعتمرين». وأكدت السفارة، ما جاء على لسان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في مقابلة مع صحيفة جزائرية، والذي نفى رفض السلطات السعودية منح التراخيص، مشيرة إلى أن تأخر عودة المعتمرين الجزائريين هو نتيجة إضراب عمال الجوية الجزائرية، وقالت بأنه تم إرسال خمس طائرات لإعادتهم إلى الجزائر عبر مخطط نقل استثنائي. وحرصت المملكة على إبراز عمق العلاقات بين البلدين، نافية وجود أي قطيعة، حيث أشارت إلى مشاركة وفد من المملكة في فعاليات «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، كما شارك وفد من السفارة في افتتاح مسجد بن باديس في مدينة وهران بدعوة من وزير الشؤون الدينية، وقال بان السفارة السعودية بالجزائر منحت منذ بداية العام الحالي أكثر من 180 ألف تأشيرة للمعتمرين الجزائريين وكان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، قد نفى وجود «سوء تفاهم» مع المملكة، وقال بأن العلاقات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية "متينة ومتجذرة ومتميزة" وهي في "تطور دائم ومستمر". وذالك بعد تداول معلومات عبر وسائل إعلام مختلفة، عقب عملية إجلاء الرعايا الجزائريين وآخرين من بلدان عربية مختلفة، تفيد بأن العملية تمت بصعوبة بسبب معوقات من قبل الحكومة السعودية، حيث كانت الجزائر أجلت 160 جزائري وطاقم سفارتها بصنعاء وعددا من الرعايا العرب بينهم تونسيون وموريتانيون. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن "كل ما في الأمر أن الطائرة الجزائرية كان قد أصابها عطل تم إصلاحه بعين المكان، كما طرأت ظروف مناخية صعبة (عاصفة رملية) حالت دون إقلاع الطائرة باتجاه صنعاء رغم حصولها على كل الترخيصات اللازمة ثلاث مرات متتالية"، معللا بالقول إن "هذه الظروف المناخية هي نفسها التي أدت إلى تأخر عمليات الإجلاء التي قامت بها دول أخرى". وأفاد بن علي الشريف بأن "التواصل والتنسيق كان دائما ومستمرا بين وزارتي شؤون خارجية البلدين على أعلى مستوى، وأن علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية هي أمتن اليوم مما كانت عليه بالأمس". وقال إن الحديث عن سوء تفاهم هو "أمر عار من الصحة تماما، لأن عملية إجلاء مواطنينا من اليمن تمت بتنسيق كامل وتفاهم بين الجزائر والسعودية وبقية الدول المعنية".