الكشف المبكر ضروري لتفادي الخطورة مرض "المياه البيضاء" في العيون يزحف إلى الأطفال يعتقد البعض أن مشكلة المياه البيضاء، أو (الكتراكت) على العين تقتصر على كبار السن فقط، لكن توجد هذه المشكلة لدى الأطفال أيضاً، وأحياناً منذ الولادة وقد مست الظاهرة الجزائر في السنوات الأخيرة إذ أصبح الأطفال يصابون بمختلف الأمراض على مستوى العيون. وتحدث مشكلة المياه البيضاء عندما يكون هناك إعتام في عدسة العين، ويكون ذلك في الأنسجة الشفافة داخل العين التي تساعد على تركيز أشعة الضوء على الشبكية ويؤدي إعتام عدسة العين الخلقي عند الولادة إلى فقدان البصر، وفي هذه الحالة لا بد من وضع عدسة جديدة داخل عين الطفل المولود بالمشكلة بعد مرور سنة، ثم عمل برنامج للتأهيل البصري عندما يبلغ 10 سنوات. ووفقاً لتوصيات موقع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تحتاج مشكلة المياه البيضاء لدى الصغار إلى الكشف المبكر عنها وعلاجها على الفور حتى يتمكن الطفل من الرؤية بشكل طبيعي. وإذا ولد الطفل بعدسة معتمة لابد من إزالة المياه البيضاء التي تسبب هذا الإعتام خلال الشهر الأول من حياته. وبعد إزلة العدسة الغائمة يتم تصحيح النظر من خلال نظارات، ولابد من وضع عدسة جديدة داخل العين بعد مرور سنة، ثم عمل برنامج للتأهيل البصري عندما يبلغ 10 سنوات. وفي بعض الأحيان يولد الطفل مع مياه بيضاء تسبب إعتاماً قليلاً في العدسة لا يعيق قدرته البصرية. وقد لا تتطلب بعض الحالات علاجاً، لكن ينبغي رصدها بعناية للتأكد من عدم زيادة نسبة الإعتام إلى درجة تعيق الرؤية. وفي معظم الأحوال لا يمكن تحديد سبب المياه البيضاء لدى الأطفال الرضع، وغالباً ما تنسب لأسباب وراثية، ولا تحدث المياه البيضاء في العين للطفل نتيجة صدمة أو عدوى فيروسية، لكن أثناء الحمل ينبغي على الأمهات الحذر من العدوى خاصة الحصبة الألمانية وجدري الماء لحماية الطفل الذي لم يولد بعد. ويقول الأطباء إن أكثر الأخطاء حدوثاً عند الأطفال الذين لديهم مياه بيضاء خلقية هي أولاَ إهمال التشخيص المبكر، كلما كان التشخيص مبكراً كان العلاج أكثر فائدة وعادة ما تكون هناك أعراض تدل على وجود مياه بيضاء في عين الطفل مثل بياض حدقة العين، أو اهتزاز العين، أو حول بالعين، أو عدم قدرة الطفل على التركيز على وجه والدته أثناء الرضاعة، وهذه الأعراض يجب أخذها بعين الاعتبار والذهاب إلى الطبيب في أقرب وقت. وثاني خطأ هو متى يتم إجراء عملية إزالة المياه البيضاء فكلما تأخرنا في إزالة المياه البيضاء فيكون قد فات الأوان، لأن الجزء البصري بالمخ لن ينمو بشكل طبيعي نتيجة وجود المياه البيضاء. وينبغي علاج المياه البيضاء عند الأطفال كحالة طارئة، وهذا يوضح أهمية عنصر الوقت في هذه الحالات. ويختلف العلاج من حالة إلى أخرى، فبعض الحالات تحتاج لإزالة المياه مع ارتداء نظارة وبعض الحالات قد تحتاج لإزالة المياه مع زرع عدسة داخل العين، وهذا يعتمد على عمر الطفل، وهل المياه البيضاء موجودة في عين واحدة أم في كلتا العينين. ومن الإجراءات الوقائية التي تُنصَح بها الأمهات وقت الحمل لتجنب مخاطر إصابة الجنين بالمياه البيضاء على العين تجنب التعامل مع القطط وفضلاتها، وتجنب اللحوم النيئة، فكلاهما قد يحتوي على طفيليات تسبب داء المقوسات (توكسوبلازما) الذي يعد سبباً في ولادة الطفل بعيوب خلقية منها المياه البيضاء.