المفروض أن يكون كل مواطن سفيرا لبلاده خارج أرض الوطن،ويكون فرض عين على أولئك الذين يظهرون عبر وسائل الإعلام،أو يمثلون الدولة والشعب الجزائري كسفراء أو وفود دبلوماسية لدى المنظمات الدولية العالمية..؟ ولهذا فإن كل فرد من هؤلاء هو ممثل وناقل لثقافة وعادات وتقاليد المجتمع الجزائري العربي المسلم المعتز بثقافته وتاريخه الضارب الجذور،وبالتالي ليس نكرة أو معدوم الشخصية كما يصورنا البعض أو يعتقد البعض الآخر من المنسلبين والمستلبين روحيا وثقافيا..! إن الشعب الجزائري وإن مرت عليه من المحن وسياسات التغريب الثقافي ما يعجز عن وصفه ،إلا أنه بقي محافظا عن الكثير من القيم والأصالة سواء المستمدة من جذورنا الجزائرية الأصيلة والتي تعززت بعد الفتح الإسلامي بما جاء به الفاتحون من لغة ودين وكرم أخلاق وشيم ،كانت لنا بعد ذلك الحصن الحصين الذي جعل منا أمة وشعبا معتزا وله شخصيته..؟ وكان يمكن أن يكون مقبولا لو أن هناك مجموعة من الشباب أو فئة مغمورة من المجتمع تأثرت بلغة أو لباس أو أي شكل من أشكال الموضة أو الغناء والرقص والأكل،لكن وأن يصدر ذلك من قبل من صفوة المجتمع وخيرة شبابه وقدوته،فهذا يعد غير مقبول ويتطلب على القائمين عليهم رسميا أن يعيدوا الأمور إلى نصابها!.. وكل ذلك سواء بتوجيههم أو إعطائهم تعليمات فوقية تلزمهم باحترام عادات وتقاليد شعوبهم،وأن الأمر يجب أن يفهموا لا يتعلق بالحرية الشخصية بقدر ما يتعلق بأحسن تمثيل لبلدهم شعبا وقيادة،وهذا يتطلب أن يكون المرء على دراية بتاريخ مجتمعه..! و المقصود من كل هذا إلقاء نظرة خاطفة وتسليط الأضواء على تلك الممارسات الفردية عند الشباب خاصة والمتمثلة في الحلاقة و تسريحات"شعر الرأس"واللباس واللغة وطريقة التعامل والتخاطب،كل ذلك يمكن إعادة تقويمه و توجيهه بدء من البيت والمدرسة والإعلام،ولعلى منظمة التعاون الإسلامي المنعقد مؤتمرها 17 بالجزائر تنتبه إلى هذا الخطر الذي داهم شبابنا فتنقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان..؟!