المار بالأزقة والشوارع عبر العاصمة وضواحيها في هذه الأيام تقابله تلك المقتنيات التي عادة ما يستعملها الغربيون في احتفالاتهم بعيد ميلاد المسيح إلا أننا تصادفنا بها في هذه الأيام على واجهات بعض المحلات ببعض المقاطعات العاصمية التي شاع عنها أنها مقاطعات راقية ولم تعد تقتصر مظاهر الاحتفال بأعياد السنة الميلادية في حضور الحلويات والشكولاطة وبابا نوال الذي يأخذ شكل العاب الأطفال، بل تعدتها إلى اصطفاف العشرات من تلك الشجرات الشبيهة بشجرة السابان، والأدهى ما في الأمر أنها ألحقت بها بعض المقتنيات لتنميقها فكانت شبيهة بشجرة المسيح أو السابان التي يُعلّق عليها كثيرا احتفال الغربيين. وما تلك المظاهر المؤسفة إلا تعبير على زرع الثقافة الغربية في مجتمعنا الإسلامي بعد أن سولت للبعض أنفسهم الإقدام على تلك الأفعال التي فاقت أطرها المعقولة لاسيما بعد أن وصل الأمر إلى حد اصطفاف تلك الشجرات المعبرة اصدق تعبير على أعياد المسيح، فبعد بابا نوال الذي انتشر انتشارا واسعا وتجسد في العاب مختلفة الأحجام خصصت للأطفال وكذا انتشار شتى أنواع الشكولاطة التي راحت اغلب المتاجر إلى توفير أرقاها تزامنا مع اقتراب نهاية السنة، راحت بعض المحلات إلى أكثر من ذلك لاسيما المختصة في عرض شتى أنواع النباتات. بحيث عُرضت تلك الأشجار التي اقترنت بأعياد المسيح بمداخل تلك المحلات على الجمهور، مما عقد ألسن وأثار دهشة المارين عبرها ذلك ما اصطدمنا به مند أيام قلائل بواجهة محل مختص في بيع النباتات بنواحي حيدرة بالعاصمة أين عرض على العوام شجرة شبيهة بشجرة المسيح، وما زاد من كارثية الوضع انه ألحقها ببعض المقتنيات المستعملة في التنميق والتي حملت ألوانا متعددة، فظهرت تلك الشجرة وكأنها شجرة احتفال بعيد المسيح وكان كل من يعبر يرمق ذلك المظهر بنظرات متتابعة تملاها الدهشة والحيرة خاصة وان تلك السلوكات لا تتوافق مع ديننا وأعراف مجتمعنا التي أخذت فيه بعض الظواهر أبعادا خطيرة على غرار تجسيد مظاهر تلك الاحتفالات التي لا علاقة لنا بها وتبعد عن ديانتنا الإسلامية مما يؤدي إلى دق ناقوس الخطر خوفا من تأثيرها السلبي على عقول الكثيرين الذين من الممكن جدا أن تدفعهم قلة حيلتهم ومحدودية تفكيرهم - خاصة الأطفال- إلى ذلك التقليد الغربي الأعمى ولا ننفي أن هناك من يختارون الاحتفال بعيد المسيح على الرغم من أن ديانتهم الإسلامية لا تتوافق مع ذلك العيد الغربي المحض ما يؤدي إلى اختلاط الأمور وكذا الأعراف دليل ذلك ما انتشر في أزقتنا من مظاهر في هذه الأيام والتي تشجع في مجملها الاحتفاء بذلك العيد الذي يبعد عن أعرافنا وديانة مجتمعنا، ولحسن الحظ أن الأقلية القليلة ممن تنساق إلى الاحتفاء بذلك العيد بعد تفطن الكل أن الاحتفال بأعياد السنة الميلادية له أنصاره ويبعد عن المسلمين بعد السماء عن الأرض.