مثلما كان عليه الحال وبعد تتبعنا للأمر قابلتنا كميات معتبرة من مادة "التراز" وهي مصطفة باغلب الاسواق الشعبية في هذه الايام التي تسبق الاحتفالات بعيد المسيح، الامر الذي غاب نهائيا في فترة الاحتفالات بالسنة الهجرية وعوضه بعض الغيورين على دينهم ببعض الاطباق التقليدية، واصطدموا بغياب مظاهر الاحتفال بتلك المناسبة العزيزة على قلوب كل المسلمين. على عكس ذلك هب اغلب التجار سواء على مستوى المحلات او طاولات البيع بالاسواق الشعبية على عرض مختلف المقتنيات التي تشجع على الاحتفال بالسنة الميلادية، على الرغم من انه عيد يبعد عنا على غرار "التراز" الذي يعد مادة شعبية جزائرية عريقة توارثناها مند سنوات وكانت تستعملها جداتنا في المناسبات الدينية السعيدة وهو عبارة عن خليط من الجوز واللوز والتمر والبلوط والفستق والبندق والحلويات والشكولاطة، الا ان بعض التجار أبوا الا ربطه بعيد النصارى وسلخه من هويتنا الاسلامية، وإلحاقه بالهوية الغربية سعيا منهم للقضاء على العادات والتقاليد الجزائرية المحضة. ذلك ما لاحظه جميع المواطنين من معارضي الاحتفال بذلك العيد النصراني وحز في نفوسهم كثيرا، خاصة وانه عيد لا يخصنا ولا يخص الامة الاسلامية جمعاء لكن نجد ان البعض قرنوه ببعض العادات الجزائرية بل خصوه بها دون غيره، دليل ذلك غياب مادة "التراز" خلال الاحتفال بالسنة الهجرية والتي بحث الكثيرون عنه لاضفاء اجواء الاحتفال، خاصة وان مادة "التراز" تفرغ على راس اصغار طفل في العائلة بعد وضعه في قصعة من باب جلب الفال الحسن، الا ان تعنت التجار وعدم توفيره من طرفهم حال دون ذلك، وما حز في نفوس الاغلبية هو توفر "التراز" بكميات كبيرة على مستوى الاسواق الشعبية في هذه الايام لخلق اجواء الاحتفال بالسنة الميلادية التي يرفض الكثيرون الاحتفال بها لاسيما وان الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام حثوا كثيرا على ضرورة مخالفة المسلمين لليهود والنصارى، ومن شان ذلك الاحتفال ان يقرن المسلمين بهم ويجعلهم في تبعية لهم مما يزيدهم اعتزازا وافتخارا. ذلك ما يقابله اعتراض الغربيين على الكثير من الاحتفالات الاسلامية التي تخص المسلمين بدليل عدم استفادة المغتربين من عطل في الاعياد الاسلامية مما يؤكد رفضهم ومقتهم لاعياد المسلمين، الى غيرها من المظاهر كمنع النحر وتضييق نطاقه بالدول الاوربية. ومقابل ذلك نجد ان فئات من المسلمين ليس في الجزائر فقط بل في كامل البقاع الاسلامية تلهث وراء مشاركة النصارى اعيادهم، مما يزيدهم فخرا ويزيد مناصري الاحتفال من المسلمين جبنا وغفلة خاصة وان احتفالهم بذلك العيد يخلط الموازين ولا يظهر اسلامهم الذي يبقى محط شكوك في ظل لهثم وراء دين اخر غير دينهم بدليل احتفالهم بالسنة الميلادية. وراح بعض التجار في الجزائر الى مساندتهم وتسهيل امورهم بتوفير اجواء الاحتفال بالسنة الميلادية بعرض التراز الذي غاب حتى في احتفالات السنة الهجرية المرتبطة بنا اشد ارتباط والاقرب الينا عن السنة الميلادية، ذلك ما طرحناه على احد البائعين الذي كان يعرض "التراز" بسعر 350 دينارا للكيلوغرام في طاولة ازدانت بالالوان وبشتى انواع الشكولاطة، فاستعصت عليه الاجابة التي حولها الى ابتسامات عريضة وقال انه بالفعل لم يعرض "التراز" في السنة الهجرية الذي طلبه المواطنون بكثرة في تلك الايام، كما حول الامر الى تنكيث بعد ان عجز عن الرد. مما يدعو الى الاسف خاصة وأن التنكيت والضحك لا يليق ببعض الامور الحساسة المهددة لديننا واعراف مجتمعنا. ونسأل الله ان يجازي تلك الايادي الخفية التي رسخت في بعض العقول فكرة الاحتفال بالسنة الميلادية ودافعت عنها، ومهما حصل تبقى عيدا بعيدا عن المسلمين نقولها ونكررها ويكفينا ما تشتمله ديانتنا الاسلامية من اعياد محببة عند الله تعالى ورسوله محمد صلوات الله عليه.