يشعّ إيفان راكيتيتش سعادة. فقد قدّم لاعب خط الوسط الكرواتي موسماً أولاً رائعاً مع فريقه برشلونة والذي توّجه، حتى الآن، بلقبين (الدوري الأسباني وكأس الملك)، وقد يُصبح تاريخياً إذا هزمت كتيبة لويس إنريكي جوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت المقبل. وكان اللاعب الحامل للرّقم 4 ركيزة أساسية في التشكيلة التي حققت هذه الإنجازات. حيث شارك في 50 من أصل 59 مباراة لعبها برشلونة، أي بنسبة مشاركة تصل إلى 85 بالمائة. وقبل بضعة أيام عن الحدث الكبير في برلين، تحدّث الكرواتي حصرياً مع موقع (الفيفا) عن هذه المباراة وانطباعاته بخصوص برشلونة ومسيرته بشكل عام، وذلك بنفس الحماس الذي يلعب به دائماً داخل المستطيل الأخضر. * فاز برشلونة بثنائية الدوري والكأس وسيلعب في غضون أيام قليلة نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن الفريق عاش أيضاً فترات عصيبة. كيف تمكنتم من الحفاظ على التركيز؟ ** لطالما قلت إنه علينا دائماً أن نستمتع في برشلونة. يجب أن تصل إلى هذا النادي بابتسامة وتتركه بأخرى أعرض. لا أتخيل أن يكون هنا أي لاعب مستاء. فكلّ ما لدينا في هذا النادي مدهش للغاية: أفضل اللاعبين في العالم وجمهور من الطراز الرفيع ومنشآت رائعة. المواسم طويلة ومن الطبيعي أن يكون هناك تذبذب في الأداء، وخصوصاً وأنه تم إجراء العديد من التغييرات في بداية الموسم. كان من المهم التزام الهدوء والتحلي بالثقة، وليس من قبيل المصادفة وصولنا إلى نهاية الموسم في أفضل حال. * وكيف تواجهون المباراة النهائية ضد جوفنتوس في برلين؟ ** بصراحة، نواجهها بهدوء. لأننا عملنا بجدّ طوال الموسم. نريد تحقيق الفوز ونعرف فريق جوفنتوس حق المعرفة ونحترمه كثيراً، ولكننا لا نفكر سوى في الفوز. إنها مباراة نهائية ونحن نمثل نادي برشلونة. لهذا لا يمكن أن نفكر بطريقة مختلفة! * ولكنك متحمّس قليلاً لا محالة! ** نعم، ولكن دائماً مع التحلي بالهدوء. فكل العملّ الذي قمنا به يسمح لنا بمواجهة مباراة النهائي بهدوء كبير. لقد سارت الأمور بشكل جيد حتى الآن، وليس هناك أي سبب لتنقلب الأمور. الحماس والعاطفة سنتركها للحظة التي سنحمل فيها الكأس، ولكن قبل ذلك يجب أن نلعب المباراة. * كيف تتخيّل نفسك عند إطلاق صافرة النهاية يوم السبت؟ ** (يضحك) لا أحب أن أفكر كثيراً في الغد! ولكن في جميع الأحوال، آمل أن أكون في تلك اللحظة في أحضان زميل نحتفل بالتتويج، ويعطوني الكأس لأنني أتحرّق شوقاً لحملها! * قبل أن تلعب في إسبانيا، كنت في شالك الألماني، ولكنك لم تتألق هناك كثيراً. ما الذي تغير عند وصولك إلى الدوري الأسباني؟ ** نعم، أعترف بأن نجمي سطع هنا أكثر، ولكن كلّ مراحل مسيرتي كانت مهمّة وسمحت لي بالنمو كلاعب. صحيح أيضاً أن أسلوب اللعب في الدوري الأسباني سهّل عليّ الأمر. كما ساعدتني مسألة وصولي إلى كلّ من إشبيلية وبرشلونة في فترة انتقالية، ما سمح لي بتحمّل مسؤوليات أكبر في وقت وجيز، وهذا الأمر أعطاني ثقة كبيرة. * ربّما اللعب في برشلونة يعني بلوغ الذروة بالنسبة لأي لاعب، هل كنت تتوقع أن تكون مهماً جداً في فترة وجيزة في النادي؟ ** بصراحة، لم أكن أودّ أن أسرح بخيالي. فقد حاولت أن أكتفي بعيش تجربتي هنا ولا أحلم كثيراً. ولكن كنت أعرف جيداً أنني يجب أن أعمل جاهداً لتحقيق الأداء المميز. في إشبيلية، كنت ألعب جميع المباريات، حتى عندما كنت مصاباً في بعض الأحيان، وذلك خلافاً لنصائح الأطباء. هذه هي شخصيتي دائماً: أعمل بجدّ لأكون جاهزاً عندما يحتاجني الفريق. ومن أجل هذا أعمل وأعيش أيضاً. * حدّثنا قليلاً عن مدرّبك لويس إنريكي الذي ربّما لا نعرف عنه الكثير مثل المدرّبين الآخرين في الأندية الكبيرة... ** إنه رجل دؤوب في العمل. لا يغفل أي تفصيل بسيط ويسعى دائماً إلى أن نكون على أتمّ الإستعداد. إنه من طينة المدرّبين الذين يعرفون كيف يجعلون كلّ لاعب يُقدّم أفضل ما عنده، وهذا ما يظهر منذ اليوم الأول. لهذا نثق فيه كثيراً وبقينا متحدين حتى النهاية. * وعن زميلك في الفريق تسافي الذي قرر ترك برشلونة فور نهاية مباراة اليوفي؟ ** ليس هناك مجال للشك! إنه الأفضل! (يضحك). إنه لاعب رائع. لقد كان شرفاً عظيماً التعلّم منه ليس فقط داخل الملعب، بل خارجه أيضاً: الطريقة التي يتصرّف بها وكيفية استعداده... إنه لاعب فريد من نوعه، أشكره جزيل الشكر على كلّ ما فعله من أجلي وأتمنى له الأفضل.