"أنا مسلم وأدافع عن الإسلام والمسلمين" في خطوة مفاجئة، تراجع، أمسية الجمعة، عن إشهاره الإلحاد، وقال أنه مسلم ويدافع عن الإسلام والمسلمين. وفاجأ بوجدرة الصحفيين الذين حضروا لتغطية فعاليات مهرجان الفيلم العربي بوهران الذي يعد بوجدرة أحد المكرمين فيه، حين راح يسحب الكلام الذي أدلى به لدى استضافته في برنامج على قناة الشروق الفضائية، وقال أنه تعرض لموقف غير طبيعي جعله "يتقمص دور الملحد"، معبرا عن استيائه من القناة وزعم أنها أخلت بالتزامها معه، والقاضي بمشاهدته الحصة بعد مونتاجها وقبل بثها. وجاء تراجع بوجدة عن المجاهرة بإلحاده، بعد أن شكلت خرجته السابقة صدمة حتى للذين لا يُعتبر الأمر جديدا عليهم، ويعرفون أن بوجدرة هداه الله ملحد منذ سنين طويلة، رغم أن الرجل يقول أنه يحترم الإسلام، ذلك أن هناك فرق بين أن تسمع أن فلانا يكفر بوجود الله أستغفر الله العلي العظيم وبين أن تسمع فلانا يقول بملء فيه: "نعم أنا ملحد".. وبعيدا عن مزاعم حرية التعبير و"التبعير" التي يتغطى بردائها كثيرون من الرديئين أخلاقيا والضالين عقائديا، لاحت في الأفق دعوات لمحاكمة هذا الأديب الضال، ليس لأنه ملحد، وإنما لأنه يجاهر بهذا الإلحاد، ما يشكل خطرا على الأمن الروحي للناشئة من أطفال وشباب مازالوا لا يمتلكون الحصانة الإيمانية الكافية التي تؤهلهم لتمحيص الحق من الباطل، وحتى لا يجرؤ آخرون على السير على خطى بوجدرة، مثلما كان واجبا ومفترضا أن يحاكم أديب جزائري صغير آخر، تجرأ بكل وقاحة على استفزاز المسلمين، من خلال الاستهزاء بكلام رب العالمين.. القرآن الكريم.. للإشارة، فقد فتح زعيم الصحوة الحرة السلفية حزب غير معتمد زراوي عبد الفتاح حمداش، النار على الأديب رشيد بوجدرة، وقال أن إشهاره لإلحاده يدخل ضمن قاعدة خالف تعرف، داعيا السلطات العمومية إلى تخصيص مقابر خاصة لهؤلاء الملاحدة والمرتدين، باعتبارهم يشكلون زمرة من زمر الشعب الجزائري من جهة، ومن جهة أخرى حماية واحتراما للمسلمين الموتى. وذكر حمداش أن الإلحاد لا يعتبر ثقافة أو حضارة ولا حتى رأي مخالف، داعيا الشعب الجزائري إلى التبرؤ من هؤلاء الأشخاص، باعتباره واجب ديني، وأن يبتعد عن القراءة من هذا الإلحاد على حد قوله. وذكر حمداش أنه لا يجب على القنوات والأقلام أن تروج لأفكار الإلحاد المسمومة، باعتبارها دخيلة على ثقافة المجتمع الجزائري وتستهدف هويته الإسلامية، وتعمل على هدم الدين ومبادئه.