إدانات عالمية متواصلة عواصم غربية (تنتفض) ضد حكم الإعدام على مرسي لقيت أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة مصرية في حقّ الرئيس محمد مرسي وأعضاء من فريقه الرئاسي وقيادات في جماعة الإخوان المسلمين وقيادات سياسية مصرية وقفت في وجه الانقلاب الذي قاده عبد الفتّاح السيسي وآخرون ردود فعل إسلامية ودولية وعربية وشعبية وحقوقية واسعة. قال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية (جون كيربي) إن (الولايات المتّحدة تشعر بانزعاج عميق حيال أحكام الإعدام المصرية). وأشار كيربي في بيان صادر عنه إلى انتقاد بلاده الدائم للمحاكمات الجماعية وأحكام المؤبّد للناشطين السلميين في مصر. من جهتها، أعربت بريطانيا عن (قلقها العميق) من أحكام الإعدام والمؤبّد، فيما قال الاتحاد الأوروبي إن تأكيد أحكام الإعدام في حقّ (محمد مرسي)، أوّل رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وآخرين من قيادات جماعة الإخوان (يأتي نتيجة لمحاكمات جماعية ويشكّل تطوّرا مثيرا للقلق). وعبّر الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي عن معارضته لتلك الأحكام (في جميع الظروف)، لافتا إلى أن (عقوبة الإعدام قاسية ولا تخدم أيّ غرض رادع، كما أنها تمثّل الحرمان غير المقبول من الكرامة الإنسانية والنزاهة). وندّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بشدّة بتثبيت القضاء المصري عقوبة الإعدام في حقّ الرئيس محمد مرسي ووصف الحكم بأنه (مجزرة ضد الحقوق الأساسية والحرّيات). وقال أردوغان في بيان: (من الضروري من أجل السلم الاجتماعي وإعادة الاستقرار إلى مصر منع تطبيق الحكم بالإعدام الصادر في حقّ مرسي)، داعيا المجموعة الدولية إلى (التحرّك). وانتقد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بشدّة حكم الإعدام الذي أصدره القضاء المصري في حقّ الرئيس محمد مرسي وعشرات آخرين معه. وقال أحمد داود أوغلو في تجمّع انتخابي في مدينة إسطنبول: (إن فراعنة مصر المعاصرين مصيرهم مزبلة التاريخ). من جهتها، طالبت دولة قطر بإلغاء حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة الجنايات المصرية في حقّ الرئيس (محمد مرسي) وإطلاق سراحه. وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أمس الأربعاء إن دولة قطر (أعربت عن قلقها البالغ بشأن حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة الجنايات المصرية في حقّ الدكتور محمد مرسي). * إدانات إسلامية وأممية من جانبه، وصف الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، الأحكام الصادرة في مصر بالإعدام والمؤبد في قضيتي (التخابر) و(اقتحام السجون) بأنها (قرارات مسيّسة وخطيرة). واستنكر القرة داغي أن تطال تلك الأحكام من وصفهم ب (الشرفاء الأحرار المخلصين لأوطانهم أمثال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومحمد مرسي الرئيس الشرعي لمصر والمختطف قسرا منذ انقلاب 3 جويلية العسكري 2013). الأمين العام للأمم المتّحدة (بان كي مون) أعرب عن قلقه البالغ إزاء أحكام الإعدام التي صدرت في حقّ الرئيس محمد مرسي، أوّل رئيس منتخب في مصر، وأكثر من 100 آخرين من قياديي جماعة الإخوان المسلمين. وحثّ الأمين العام في بيان أصدره المتحدّث الرسمي باسمه الحكومة المصرية على التصديق على البروتوكول الاختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وفرض حظر على عقوبة الإعدام، وقال: (نحن ضد استخدام عقوبة الإعدام تحت أيّ ظرف)، حسب البيان. * إدانات حقوقية أدانت منظّمة العفو الدولية أحكام الإعدام والسجن المؤبّد التي صدرت في حقّ محمد مرسي، أوّل رئيس مدني منتخب في مصر، وأكثر من 100 شخص آخرين في قضيتي (التخابر) و(اقتحام السجون). وقالت المتحدّثة الرسمية باسم منظّمة العفو الدولية في السويد إليزابيث لوفغرين في تصريح لوكالات رسمية بالعاصمة ستوكهولم: (من أجل إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام سنقوم بتنظيم احتجاجات فعّالة بواسطة مكاتبنا في جميع أنحاء العالم)، مضيفة أن (تلك الأحكام تشير إلى انهيار كامل لنظام العدالة في مصر). وفي سياق متّصل، ندّدت الرّابطة الفرنسية لحقوق الإنسان في بيان لها بالأحكام التي صدرت، واصفة القرارات بأنها (غير المقبولة)، وقالت في بيان لها إن (القرارات غير مُحقّة). ووصف مسؤول بمنظّمة (هيومن رايتس ووتش) الحقوقية الدولية، أحكام الإعدام التي صدرت في حقّ محمد مرسي، أوّل رئيس مدني منتخب في مصر، وقيادات إخوانية ب (المسيسة وغير العادلة)، مطالبا بإعادة المحاكمة في القضيتين المعروفتين إعلاميا ب (التخابر الكبرى) و(اقتحام السجون). وقال نديم الخوري الذي يشغل منصب نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظّمة الدولية: (هذه الأحكام التي صدرت في حقّ مرسي وأشخاص آخرين، للأسف كانت مبنية في مجملها على شهادات رجال أمن ولم تكن هناك أيّ أدلّة في ما يخص المسؤولية الفردية والشخصية، والذي هو مبدأ أساسي لأيّ محاكمة). * مظاهرات مندّدة بأحكام الإعدام شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة للتنديد بأحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة مصرية في حقّ (محمد مرسي)، أوّل رئيس مدني منتخب، وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. وردَّد المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس المصري (عبد الفتّاح السيسي) من قبيل )مصرة حرّة) و(يسقط حكم العسكر) و(مصر ستكون حرة) و(ألا ترى يا كاميرون؟ السيسي اغتال الديمقراطية). ورفع المتظاهرون أعلاما مصرية وأخرى ترمز إلى شعار رابعة ولافتات حملت عبارات مؤيّدة للرئيس (مرسي) ورافضة لحكم الإعدام الصادر في حقّه من قبيل: (نحن مع مرسي)، و(حكم بالإعدام على أوّل رئيس منتخب لمصر). وشهدت العديد من الولايات التركية الثلاثاء مظاهرات رافضة لأحكام الإعدام التي أصدرها القضاء المصري. وشملت المظاهرات ولايات إسطنبول وقونية وسامسون وسيواس وإزمير وبورصا وآيدن وأرضروم ومانيسا، حيث شاركت فيها العديد من منظّمات وهيئات المجتمع المدني إلى جانب ناشطين حقوقيين وأفراد. وندّد المتظاهرون بأحكام الإعدام وصمت الدول الغربية حيالها، ودعا المتظاهرون المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى التضرّع إلى اللّه في شهر رمضان من أجل عدم تنفيذ تلك الأحكام. * ردود فعل مستغربة اعتبرت الحكومة الأردنية الأحكام الصادرة بحبس وإعدام محمد مرسي، أوّل رئيس مصري مدني منتخب ديمقراطيا، وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين (شأنا داخليا). ورفض وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتّصال المتحدّث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني التعليق على الأحكام ل(الأناضول)، قائلا: (هو شأن داخلي مصري). من جهته، قال وزير حقوق الإنسان في الحكومة العراقية محمد مهدي البياتي إن القرارات التي أصدرتها محكمة جنايات القاهرة بإعدام الرئيس المصري محمد مرسي و115 آخرين (يجب أن تحترم على اعتبار أن القضاء المصري معروف عنه عدم تأثّره بالجوانب السياسية). وفي تصريح خاص قال البياتي إن (القضاء المصري يُشهد له بالاستقلالية وعدم التأثّر بالجوانب السياسية)، مشيرا إلى أن (القضاء المصري في إجراءاته مشابه للقضاء العراقي في تمييز الأحكام القضائية ومصادقة رئاسة الجمهورية على الأحكام قبل تنفيذها، أي أن هناك حقوقا قانونية للمتّهمين).