جئتَ والجرحُ غائرٌ في فؤادي وحكايا بطولتي كالرمادِ وأنا واقفٌ ألملم أشتاتي وأرنو إلى وجوهِ العبادِ أتقي الشمسَ باليدين وأحيا في زمانٍ ينوءُ بالأصفادِ أيُّ شيءٍ لم يقتلوه جهاراً أو يبيعوه جملةً في المزادِ؟ حملوا جثَّة الضمير إلى القبرِ وعادوا في خشعةِ الزُّهادِ! أخمدتني ضراوة الغزو حتى بتُّ أغزو من شقوتي أولادي وعلى وقع خُطوتي نبتَ الإثمُ وضجَّت في مخلبي أحقادي عصرنا يا شقيقي عصر صيدٍ كم هتفنا لجرأة الصيَّادِ .......... جئتَ يا شهرنا العظيمُ فإني خجلٌ منك من خُطاي وزادي جئتَ بالسيف والجواد ولكن أين من أدمنوا ظُهور الجيادِ ها هو السيفُ قد تكفَّن بالصمتِ توارى في عتمةِ الأغمادِ فَقَدَ الشهوةَ الحميمة للضربِ توارى عن مسرح الأمجادِ وعلى بابنا يموء جوادٌ لم أجد فيه (ملمحاً) للجوادِ لم تفجِّره عاصفاتُ الليالي لا ولا هزَّهُ الأسى في بلادي إيه يا شهرنا العظيم فإني سَقَطت أصبعي وضاع زنادي! ........ منذ قرنٍ وفي فمي أغنياتٌ لم تحرِّك شرارةً في الرَّمادِ لطمتْ وجهي الأعاصيرُ هانت في عروقي عراقةُ الأجدادِ بين كأسٍ وقينةٍ بتُّ أحيا مستهاماً بقدِّها الميَّادِ نحن يا شهرنا العظيم غدونا أرنباتٍ تفرُّ من صيَّادِ وغدت خيمةُ الأخوةِ في الريح بلا أعمدٍ ولا أوتادِ كم بترنا يد الأثيم فصرنا نلثُمُ اليوم خنجر الجلاَّدِ سيِّداً واحداً عَبَدنا وها نحن نعاني من تخمةِ الأسيادِ عفو طُهر الأنفاسِ منك فإني قد فقدتُ النجيب من أولادي ملعبٌ للنجوم أنت وفوق النَّجم شعَّت فيما مضى أعيادي فيك غنَّت بمسمع الدهر (بدرٌ) وحدا موكبَ الرجالِ الحادي وتلونا الأوراد فيك فراح النصرُ يجري على خطا الأورادِ وهدمنا منابر الشركِ حتى فَقَدَ الشركُ ظلَّه في بلادي منحتنا الآياتُ وجهاً فكنَّا وانبلاج السَّنَى على ميعادِ ايه يا شهرنا العظيم شموخاً قد تنسَّمتُ من شميم الوادي ضُمَّنا.. ضُمَّنا إليك فإنَّا لم نزل من بنيك والأحفادِ أطلق الرُّوح من عقال التوابيت وزيِّن أيامنا بالجهادِ * نظم: محمود مفلح