كمرّ السحاب

بقلم: خالدية جاب الله/ الجزائر
لاَ تَستَعِرْ أَحلاَمَ مَن مَرُّوا بِصَمتٍ
فَوقَ جِسرِ القَلبِ
وَانصَرَفُوا
لَفُّوا عَلَى عُنُقِ الَمحَبَّةِ كِذبَةً
مَجدُولَةَ الأحزَانِ
يَا جُرحَ الحُرُوفِ
إَذَا كَسَا تَحنَانَهَا التَّلَفُ
مَا بَالُ ضِحكتَِنَا تُوَارِي وَجهَهَا
فِي نُبلِ بَائِسَةٍ
وَشَى بِرَمَادِهَا الأَسَفُ
كَمْ غيَّرَتْ فِينَا الَمحَطَّاتُ التِّي
ذَاتَ انتِصَارٍ أَودَعَتنَا ظِلَّهَا
سَاقَتْ لِحِجْرِ الأُمنِيَاتِ بَرِيدَهَا :
كَمْ مَوسِمًا يَا خَاطِري أَسكَنتَهُ
فِي قَلبِ مَن عَزَفُوا ؟
شَهَقَتْ مَرَايَا القَلبِ : أَحلاَمُ الهَوَى تَرَفُ
عَينَاكِ فِي حلٍّ وتِرحَالٍ
وَبَعضُ مَنَاسِكِ الأَشوَاقِ فِي الأَورَاقِ تَرتَجِفُ
عَاثَتْ حَنَانٌا فِي مِساحَاتِ المَحَبَّةِ
غيََّرَتْ لَونَ الطَبيعةِ واستَوت دَردَارَة
بِالشَّمسِ تَلتحِفُ
خجلَى، تُوَارِي حُسنَهَا،
وَتُحَرِّضُ المَنسيَّ كَي يَطفُو عَلى
نسيَانِهَا، فَيُعَربِدُ الألفُ
مَا دَلَّنِي قَمَرٌ عَليكِ، لا،
بَل بُحّةُ الأموَاجِ والصَدَفُ
عُمرَانِ لِلذِّكرَى تُؤَثِّثُنَا المَوَاقِيتُ العصيّةُ،
كَي يُهروِلَ نَحوَهَا الشَّغَفُ
كَيْ يَستَعِيدَ شَبَابَهُ الوَقتُ الذِي
شَاخَتْ أَمَانِيهِ العِظَامُ،
ولَمْ يَزَلْ فِي سِدرَةِ الأحلاَمِ يعتَكِفُ
مَا فَكّرتْ عيناك في شعري وما أبهت
أَنَّ البَقَاءَ عَلى مَشَارفِ حُزنِنَا شَرفُ.
لا تَستَعرْ !!
واهزِمْ بقَايا الوَردِ إنَّ الوَردَ يَرتَجفُ