ما الذي أكتبُ اليومَ عن نَجْمَة سقطت صدفة خلف ذاك الغمامْ سقطتْ خلف تلك المراكبِ يوْمَ تسَكَّعَ في قُبْلَتَيْنا الظلامْ ما الذي أكتبُ اليومَ عن كلْمَة قُلْتُها منذُ عشرينَ عَامْ إنّيَ المُسْتَهَامُ الذي أرسل الحَرْفَ في وَشْوَشَاتِ الهوى كالهُمَامْ إنّيَ المستهامْ إنيَ العاشقُ الطّارقُ إنّيَ الغارقُ سِيقَ نحْوِي الهوى و الهوى كان لي سَائِقُ إنّيَ العاشقُ شهِدَ الوَجْدُ عنّي زمانا و يشْهد عنّي الدّوَامْ ما الذي أسْتُرُ اليومَ من مَخْدَع العاشقينَ و هَذِي التّماسِيحُ تفْضَحُ سِرّي و سرّ الأرائِكِ و الإحْتِلامْ مالذي أشْتَهي و التماسيحُ فينا تُدَنِّسُ فِعْل الهوى و الجَبِينا و تقتل في حَضْرَة العِشْقِ بَحَّتَنا و الكلامْ ما الذي أسْتُرُ اليومَ .. يا لهْفَتي بَعْدَ أنْ صَلَّى إبْلِيسُ فينَا و قَامْ و قَتَلْنَا .. قتَلْنا الإمَامْ أُعْلِنُ اليومَ يا سادتي أنَّ تِلْكَ الصّلاة التي طهَّرَتْني غَذَاةَ الهوى سَقَطَتْ صُدْفَة خلْفَ ذاك الغمامْ سقطتْ و السّلامْ و سقطْتُ أنا و بَقِيتَ لِوَحْدِكَ يا قلْبُ تنْشُدُ طيْفَ سلامْ و بَقِيتُ لِوَحْدِي أُرَاقِبُ بَوْصَلَتِي و أنَايَا تُفَتِّش عنْ شفَتِي تَعِبَتْ من حُرُوفِ الهوى لُغَتِي لا فضاءَ هنا لا وراءَ و لا .. لا أمَامْ تُرَّهَات هنا و ظلامْ ما الذي مُمْكِن أنْ أقولَ و كلّ الذي مُمْكن أنْ يُقَال حرامْ ما الذي سوف يحكي الهوى عنْ هوَايَ و حَرْفِي النّقِيُّ تدنَّسَ وَسْطَ الزِّحَامْ في الزّحامِ زِحامْ و أسافر في المَلكُوتِ إلى العَرْشِ أحمل وِزْرَ المَدائِن و العاشقينَ و أدفع ما كان من جَلْطَةِ القلب و الإنفصامْ كَلْمَتِي تحتويني هناك فتنطقني تتحرّر فيها أغاني السلامْ يبحث القلب عن نفْخَةِ الرُّوح فيها و عنْ نجمة يعْتَلِيها صفاءُ المَسَامْ إنِّيَ المُتَحَصِّن في سِدْرَةِ المُنْتَهَى في فؤادي فضاء الطّهارة و الإحْتِشَامْ إنِّيَ العاشق المُسْتَهَامُ الذي ما غَوَى يعرف الشّوْقُ مِئْدَنَتِي .. و الحمَامْ خبِّروني أيَا سادَتِي : مَنْ سِوَايَ يُعِيدُ لروح الحُقُول صَدَاهَا و من يا تُرَى يحصد السُّنْبُلَه مَنْ سيجْرُأ أن يأخُذَ القُنْبُلَه منْ تُرى يتقن الرّسْكله أنا وحدي الذي ها هنا مُسْتَمِيت أعِيدُ الجَدَاولَ و الجَدْوَلَه.. صدّقوني أنا العاشق الواحد الأحدُ المسْتَهامْ أتطهَّرُ في المَلَكُوتِ بذِكْرى غرامْ أتطهّر في الكلمات يدون كلامْ إنّيَ المُسْتَحِيل الذي أرْسَلتْهُ السّماء خليفَةَ صِدْق لصَمْتِ الحُرُوفِ أفصِّل الحُلْمَ .. حُلم الأنَامْ و أنَامُ أنَامُ أنامْ (*) شاعر من سكيكدة