أهبكِ دمعًا دمويًا يا مصر أهبكِ نبضَ قلبٍ ألمًا يعتصر أهبكِ جسدًا ملفوفًا بأشلاء علم أهبكِ صرخة صوتٍ من القاع تنفطر أهبكِ وجعًا انفجر من بواطن الصدر أهبكِ تنهيدةً عبقهَا يخنق نسماتْ الفجر أهبكِ صرخةَ ثَكلى.. تَدْمَع مطر أهبكِ رعشةَ طفلاً.. يرقب بجفون أخضعها القهر أباه المقتول يوارى في غياهب القبر أهبكِ بستانًا يعبق بالحرية المأخوذة أهبكِ ورودًا منحنية ملطخة بالدماء المنبوذة حالمةًً بعودة الشرعية المعهودة فآآآآهٍ يا مصر.. يَا وطنَ العظماء يَا صومعةَ الشرفاء يا أرضًا مباركة بخطى الأنبياء فيك صرخ المسيح المصلوب حينما سمر على العمود.. وبالدماء يقطر صرخ صرخةَ جثا لها البشر.. وخاطب إله العرش.. والسماء نجهم من فتنة البلاء نجيهم من خطايا هذه الحياة يا من بيدك الابتداء.. والانتهاء فآآآآه يا مصر.. لأجلك قد خشع بكاءً الآذان وأدمعت بلاءً الصلبان فهذا صوت الدعاء الخاشع من المساجد يزف بالدموع رب الناس وهذا لحن الأرغن من الكنائس يزف.. إلى من قادهم الوجع لدق الأجراس فابشري يا مصر.. أبشري فغدًا لن تبقى من الغمامة إلى بقايا الندى ولن تبقى من النار سوى بقايا الرماد ولن تبقى من أشلاء سوى أثر الدماء وستشرق شمس الأصيل فوق هذه البلاد فرأفتًا يا واشي الفتنة بمصر وبالعباد